التَزيُّق والزينة عند العربيات في العصور الوسطى

الزينة في العصور العربية-الإسلامية الوسيطة

كان الكحل من أكثر المساحيق التجميلية وفرة من ناحية اكتشافها في المواقع الأثرية التي تعود إلى العصور الوسطى. وتوجد العديد من المكاحل من العصور الإسلامية المختلفة من أيام الأمويين حتى العثمانيين، محفوظة في العديد من المتاحف المخصصة للفنون الإسلامية، حتى أن بعضها يحتوي على مواد متبقية كانت مفيدة في تحليلها. لقد تم التحقق من استخدام الغالينا في العديد من الأغراض من العصر الإسلامي الوسيط في أيبيريا. وعُثر على وعاء زجاجي صغير في سياق أثري يعود تاريخه إلى القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين في ألباراسين (طرويل، إسبانيا)؛ وكان يحتوي على مساحيق سوداء تم تحليلها بواسطة القياس الفولتامي للجسيمات الدقيقة المتجمدة وSEM-EDS، وتم تحديدها على أنها كبريتيد الرصاص (بيريز-أرانتيغي وسيبريا، 2014).22

 
لتحضير الكحل، كان الإثمد يغسل، ثم ينشف، ثم يدق ناعماً في الهون، وينخل بحريرة، وتكرر هذه العملية مرات عدة حتى نتأكد أن الكحل أصبح مسحوقاً ناعماً جداً من دون شوائب أو جزيئات كبيرة حتى لا تسبب حساسية أو احمراراً في العين. ثم يضاف عليه بضع قطرات من الزيت أو الدهن أو الماء حتى يصبح سهل اللطخ.

اختلفت وصفات عمل الكحل في أرجاء المناطق العربية والإسلامية باختلاف المواد الخام الموجودة في البيئة والمقدرة المادية. فالكحل المستخلص من مصدر معدني مثل الإثمد الذي يستورد من أصفهان والحجاز أو الغالينا الذي يأتي من سواحل البحر الأحمر أو أسوان كان أغلى سعراً، لهذا اقتصر شراؤه على السيدات المترفات، لكن الكحل كان يُعمل من مواد أخرى أقل سعراً مثل الراتينجات أو الفحم أو السخام ويسمى كحل الدلال.  كانت عوام النساء تعمل الكحل بوصفات توارثتها عن الأمهات والجدات في العائلة. 

خصصت الموسوعات الطبية الإسلامية التي كتبت خلال العصر الذهبي للإسلام العديد من الفصول حول طب العيون وعلاج أمراضها. كانت أدوية العين تأتي في عدة تركيبات منها الأطلية والضمادات والشيافات والبرود والأكحال. احتوت الأكحال على عدة مواد خام وقد يصل عدد مكونات وصفة الكحل الواحدة إلى 12 مكون منهم المعادن والنُسْغ والأملاح والأعشاب والنباتات والأحجار الكريمة والألحية وأجزاء الحيوانات والراتينجات.23


تتمثل إحدى طرق التحضير الكحل، هو غسل الإثمد للتخلص من الشوائب، ثم يترك ليجف ويُطحن إلى مسحوق ناعم. ثم تضاف إليه مكونات أخرى لتزيد من فاعليته التطبيبية وليشتد لونه في السواد. تنوعت المواد المضافة بين الشاذنج والتوتيا والنحاس المحرق والمرداسنج والإقليميا والنوشادر والبورق والفلفل الأبيض والأسود والسليخة والمرنجوش والعوسد وزبد البحر والآيل المحرق والقرن المحرق والزنجفر والقرنفل والناردين والزعفران والمسك والملح الأندراني والنشاذنج واللؤلؤ واللازورد.

 كان الكحل يُعمل أيضاً من الراتنجات مثل اللُّبَّان أو الكندر الذي يُستخدم في صناعة البخور والعطور، حيث يُفَحَّم على النار ويدق ناعماً ليصبح مسحوق الكحل. وهناك بلسم العنزورت أو الكحل الفارسي يستخدم أيضاً للإكتحال.24 ويصنع الكحل من السخام الناتج عن حرق نوى الزيتون أو التمر وحرق قشور الجوز واللوز. فقد تستخدم النساء العربيات مثلاً جذور نبات شوك الضب أو السَّحاء معجوناً مع الإثمد (الأنتيمون) لتكحيل العيون ومداواتها من الإلتهابات.25

بالإضافة إلى هذه المواد، كانت النساء تكتحل بالصَبِر وهو الكحل الأصفر يحسن العين. ويقال أن الصبر (بفتح الصاد وكسر الباء): عصارة شجر، وهو مر، يتخذ منه الدواء. روي أن النبي – صلى الله عليه وسلم- دخل على أم سلمة، وهي حادة على أبي سلمة، وقد جعلت على عينها صبراً، فقال: “ما هذا، يا أم سلمة؟ ” قالت: هو صبر لا طيب فيه، قال: “اجعليه بالليل، وامسحيه بالنهار”. ”ومن لزمها الإحداد حرم عليها أن تكتحل بالإثمد والصبر“

كان الكحل يوضع في مكاحل في غاية الجمال والزخرفة، أخذت أشكالاً عديدة ومعمولة من عدة مواد مثل الزجاج أو العاج أو حجر البلور أو الخشب أو الحديد أو النحاس أو الفضة أو حتى من القماش. ويستخدم المرود أو الميل وهو عود صغير لوضع الكحل في العين. ولم يستلزم بالضرورة أن يصنع المرود من نفس المادة التي صنعت منها المكحلة.

كان رأس المرود مزخرفاً بعدة أشكال صغيرة منحوتة أو محفورة. بعد ادخال المرود في المكحلة، يعمل الرأس كسدادة لإحكام غلق المكحلة. تنوعت أشكال الزخرفة على المكحلة بأساليب مختلفة كشغل التحبيب والنحت البارز والحفر والحز والتطعيم.

جاءت المنحوتات البارزة المزخرفة في هيئة طيور أو حيوانات أو ريش أو أشجار أو أزهار. وأحياناً يصلون المرود بالمكحلة بسلسلة أو يلحمون حلقة صغيرة في وعاء المكحلة لتوضع فيها خشية أن يضيع أو يسقط. لكن في القرون الوسطى كانوا يحفظون المراود في تماثيل صغيرة مثقوبة على شكل حيوانات.

وطريقة وضع الكحل بسيطة وهي عبارة عن أن يغمسوا المرود في سائل مثل الماء أو دهن ويغمسونه مجدداً في الكحل ويمررونه في الجفن السفلي. يمكن أن يستخدم لتحديد الجفن العلوي وإعطاء العيون سحراً جذاباً وحتى أنه يستخدم لتظليل العيون وتسويد الحواجب.

تحتوي الكتابات التاريخية الإسلامية بشكلٍ عام ووثائق الجنيزا بشكلً خاص على الكثير من الإشارات على أن الكحل والمكاحل كانت ضمن المكونات الأساسية في جهاز العروس اليهودية وقريناتها المسلمات والمسيحيات.  مخطوطات الجنيزا تفيد بأن هناك صناعة كاملة تشكلت حول تصنيع المراود، الأداة التي قد تبدو ضئيلة الحجم والمضمون ولكنها كانت مهمة في العصور الوسطى لدرجة أن حِرَفِياً يستطيع أن يكسب أجراً يكفي قوت يومه من تخصصه في صناعة هذه الأداة.27

مكحلة زجاجية. الدولة العباسية، القرن 9، سامراء. © أمناء المتحف البريطاني.
قطعة من مرود، نحاس مصبوب أو برونز. الدولة العباسية، القرن 9-10، العراق. © أمناء المتحف البريطاني

 

ب) مسحوق البياض أو مسحوق تبييض الوجه

 تفيد بعض الإشارات النصية أن النساء العربيات قد بيضن وجوهن بمساحيق مبيضة مثل التي استخدمتها النساء في العصور الإغريقية والرومانية والفارسية والصين القديمة واليابان. كان ذلك المسحوق يعمل بشكل رئيسي من أبيض الرصاص وأحياناً كان يضاف له الطبشور أو الجير أو الجص أو الطين الأبيض وفي الصين مثلاً دقيق الأرز.

وكان أبيض الرصاص معروف بسميته المميتة ولكن على الرغم من تلك المعرفة كانت النساء تستخدمه لتبييض الوجه في العالم القديم. يأتي أبيض الرصاص في الطبيعة على شكل معدن السيروسيت وهو معدن خام كربونات الرصاص PbCO3. وكان في العالم القديم يصنع منه صبغة لتبييض الوجه ولكنه كان يصنع كيميائياً أيضاً. يبدو أن طرق تصنيعه كيميائياَ على هيئة مستحضر تجميلي لم تورد في المصادر إلا قليل، لكن طرق صنعه ذُكرت بالتفصيل عند المؤرخين الرومان والإغريق.

كان الرصاص ينقع أو يغلى في الخل لعدة أيام ويحصل له عملية تحلل تنتج عنه ترسيبات أو صدأ، ثم يكررون العملية مراراً وتكراراً حتى يختفي الرصاص كلياً. يأخذون الصدأ ويعملونه لمسحوق ثم يغلونه في الماء والثفل المترسب هو مركب أبيض الرصاص. ثم يُشكل على هيئة قرص لتستخدمه النساء لتبييض الوجه وقت الحاجة. وتتشابه هذه الطريقة مع طريقة صنع البياض التي ذكرها السيوطي، مؤلف كتابه الرحمة في الطب والحكمة.

لكن نظراً لعدم وجود مواد اثرية باقية (مثل عينات الأصباغ المبيضة) من العصور الإسلامية، يصعب علينا الجزم بهذا. لكن الفارسيات ظللن يستعملن مثل هذه المساحيق المبيضة المصنوعة من أبيض الرصاص حتى بعد دخول الدولة الفارسية الإسلام و ذكرت عند كثير من المؤرخين الفرس وكان اسمها سافيداب.

من تقاليد الفرس أن تتزين العروس الفارسية بسبع مستحضرات تجميلية تطلق عليها هفت قلم أرايش ومعناها سبع أقلام المكياج، منها: 1- الكحل، 2-الحناء، 3-مسحوق الوجه (سافيداب)، 4-موردات الوجنة والشفاه (جولجونا)، 5-الخال، 6-الزرق، 7-الوسمة.28

كان هناك نوع من السافيداب يصنع من رماد العظام مخلوطاً بدهن الحيوانات والحنظل وزريت الياسمين (حكيم مؤمن، ص. 283). لكن البعض يقول أنه كان مستحضر يُستخدم ليمنع تهيج البشرة بعد إزالة الشعر عوضاً عن كونه مبيض للوجه. فالسافيداب مازال معروفاً في الطب الشعبي الإيراني ويستخدم في الوصفات التجميلية الشعبية ويباع في الأسواق ومحلات العطارة ويطلق عليه روشور. والروشور هو عبارة عن مقشر للوجه على شكل قرص جاف مصنوع من مواد مشابهة للسافيداب المستخدم في العصور القديمة.

 عرف العرب هذا نوع من المستحضرات وكان يسمى الإسفيداج وهو معرب من الأصل الفارسي (سافيداب). فكتب الفقه المعاصرة تذكر أن النساء كن يبيضن وجوههن بخضابات مبيضة. فالعمراني يقول في كتابه البيان في مذهب الإمام الشافعي أن المرأة الحادة: “يحرم عليها أن تبيض وجهها بالخضاب الذي تبيض به وجوه العرائس؛ لأن الزينة تحصل به.” وابن الرفعة يقول في باب الإحداد: “وكما يحرم عليها الاختضاب، يحرم عليها طلاء الوجه بما يقتضي التحسين من الإسفيداج والحمرة وغيرها، وكذلك الصبر إذا طلت به البيضاء وجهها”.

ويبدو أن العربيات صنعن هذا المستحضر بطريقة مشابهة. يؤخذ الإسفيداج ويخلط مع قليل من الزيت أو الصمغ الخفيف، وتعمل منه عجينة أولاً، ثم تحول العجينة الى أقراص،‏ بيضاء اللون، وتترك في الهواء فترة من الزمن حتى تصل إلى درجة الجفاف‏ تقريباً وقد يخلط عطر مع العجينة لتطييب الرائحة وتباع بهذه الصورة عند العطارين، ونشاهد مثل هذه الأقراص حتى الآن في الأسواق الشعبية وتسمى ‎((سِبْداج)).  وعند الاستعمال يمسح قرص الإسفيداج بقطعة من القطن أو الخام، فتعلق فيه ((الرماد الأبيض))، وتلطخ به الوجنتان والوجه. وهذا يقوم مقام البودرة المعروفة في الوقت الحاضر. ولا تزال نرى استعمال السبداج عند النساء في الأوساط الشعبية والقرى والأرياف حتى يومنا هذا.29

واتخذت النساء شيئاً اسمه الحور لتبييض وجوههم. يقول الفيروز أبادي في المحيط: الحور: شيء يتخذ من الرصاص المحرق تطلي به المرأة وجهها. ويقال في متن اللغةالحمور: الأبيض الناعم مما تبيض به المرأة وجهها للتجميل. 

وفي معجم تيمورلنك للألفاظ العامية يذكر بُدْرَة: البدرة: مسحوق النشا أو الأرز، تضعه النساء على الوجه. وقد توسعن فأطلقنها على كل ما يطلى به الوجه ويلون. ويذكر أن المساحيق المبيضة لم تُعمَل من أبيض الرصاص وحسب بل أحياناً كان يتكون من مكونات أخرى. فالنساء في حمص في أواخر القرن التاسع عشر كن يستخدمن البياض السليماني وهو مادة تحتوي على اكسيد الزئبق توضع على الوجه وهو مادة سامة.30 كانت العرائس تضع هذه المادة على وجهها قديماً لتبيضه.

وذكر أن أفضل ما تنصح باستعماله السيدات اللواتي لا يستغنين عن المساحيق ان يقتصرن على مزيج مسحوقي النشاء واكسيد الزنك وان لم يكن مما يجعل غبارا رشيقاً كغبار المساحيق المعتادة.31

أوردت كتب الطب التي كتبها الزهراوي والعباسي والرازي وابن سينا في أبواب الزينة وصفات لأدوية ولطوخات تبيض الوجه وتجليه. ففي الحاوي في الطب يقول الرازي: حنين من اختياراته طلاء يبيض الْوَجْه ويحسنه: عروق ورس وزعفران بِالسَّوِيَّةِ يطلى بِمَاء الْأرز. والزهراوي يذكر في التصريف صفة دواء يبيض الوجه ويرق البشرة ويصفيها: يؤخذ دقيق الحمص ودقيق الباقلي ودقيق الشعير والنشاء والكثيراء وبزر الفجل ويعجن باللبن ويطلى به الوجه ويغسل من غد بماء حار قد طبخ فيه نُخالة وبنفسج عشر ليالٍ.

أما العباسي في أقرباذين القلانسي يقول: غمرة تبيض الوجه: شعير مقشر أربعة اجزاء – بزر البطيخ – دقيق الباقلي – دقيق الحمص – نخالة الحواري – كثيراء، من كل واحد جزآن – ترمس جزء .يدق الجميع، ويطلى الوجه ليلا ويغسل نهارا. يفعل ذلك ثلاثة .أيام أو خمس

فَتَّحَت المصريات قديماً بشرتهن وجسدهن بصبغة صفراء من المغرة الصفراء (الليمونيت) مخلوطة بمواد مصفرة أخرى لتعطي للبشرة صفاراً جميلاً كان شائعاً في تلك الفترة.32 من الممكن أن هذا المستحضر التجميلي هو أصل الفاونديشن (موحد لون البشرة) المستخدم في يومنا هذا.

 طَلَتْ النساء العربيات وجوههن بالعديد من اللطوخات والخلطات. في العادة، تستخدم النساء طلاءات من الصندل والزعفران واستخدمت مواد أخرى لحماية البشرة من أشعة الشمس وترقيق البشرة.33 كانوا أحياناً يضيفون الكركم أو الهرد لتصفير لون الخلطة ولفوائدها الطبية.

 لونت العربيات أنفسهن قديماً بالرقان وهو طلاء من الحناء والزعفران. وكانت المرأة عند اختضابها بالرقان تبدو صفراء مشرقة يثير منظرها دهشة الرجال وربما كانت تتصدى هم إذا هي اسفرت عن نفسها بهذا المنظر والمظهر، ولذلك فإن أحد الشعراء يوصي ابنه بعد وفاته، أن يراقب أمه، فإنها إن ارتقنت بالزعفران المخلوط بالحناء، فيكون وردي اللون، وتصدت للرجال، أن يعمل فيها السيف، ضربا على العنق دونما رحمة.34 يبدو أن العربيات كن ينجذبن إلى هذه الأنواع من طلاءات الوجه المصفرة المقاربة أكثر للون البشرة عوضاً عن تلك المبيضات الشاحبة التي استخدمتها الفارسيات والروميات.

كانت النساء تستعمل الغمرة وهي طلاء يتخذ من الورس أو غيره كما قال أهل اللغة، ويقال لها أيضاً: الغمنة، وقد غمرت المرأة وجهها تغميراً أي طلت وجهها ليصفو لونها؛ كما في اللسان لابن منظور. قال أبو علي البغدادي: تصويب الغمرة (بالتاء)، وكذلك قال ابن دريد: الغمرة: طلاء من زعفران تطلى به المرأة وجهها، ليصفو لونه، وكذا قال الخليل: الغمرة: طلاء تطلى به العروس. وفي المعجم الوسيط: القَرْمَدُ هو كلُّ ما طُلِيَ به للزِّينة، كالزَّعْفران والجِصِ. وفي التلخيص في معرفة الأشياء يقول: والورسُ: الغمرةُ. ومنهُ يُقالُ: غمَّرتِ المرأةُ وجهَهَا. وسمِّيتِ الجلجونُ الغمرةَ. ويُقالُ للورْس: الحصُّ. وقالَ بعضهُم: الورسُ بالفارسيَّةِ اسبرَك.

  فالورس أحياناً يطلق على مايسمى بالكركم أو الهرد لكنه نبات آخر يسمى Flemingia Grahamiana وينبت في اليمن فقط وله منافع طبية عديدة. وهو مفيد للبشرة، خاصةً ضد البهاق، والكلف، وفرط التصبغ حيث يوحّد لون البشرة ويُعزّز نضارة الوجه. كما كان يُستخدم لصبغ الملابس ويقال أن ارتداء الملابس المصبوغة به يثير الشهوة الجنسية.35 وقد كانت المرأة العباسية تتزين بطلاء جسدها بالورس حتـــى تــصـيـر صفراء، فقد كتب الجاحظ في هذا المعنى نقلاً عن الأصمعي حين كان يتحدث الرشيد عن احد أصحابه الذي كان ناحل البدن كاسف البال، فسأله الأصمعي عـن تغيّره ،فقال: قصدت بعض القرابة فألفيت عندهم جارية قد طلت بدنها بالورس.36

د) موردات الشفاه والوجنتين

تَغَنَّى العرب في جمال الوجه المدور كالقمر وصفاؤه ونقاؤه واحمرار الخدين أو الوجنتين. إن شعر الغزل يمدح دائماً الوجنتين والخدين المُحمَرّتين لأن الإحمِرار هو دلالة على اليفاعة والأنوثة والنضارة ويظهر بياض الوجه ويبرزه، بجانب أن اللون الأحمر هو لون الدم والنار والشغف. وتشبيه الشعراء حمرة الخد بحمرة التفاح والورد وحمرة الخمر والجمر والدم باب واسع شائع شهرته تغني عنه عن إيراد شئ منه.37

 إن المرأة تحب إظهار جمالها ومفاتنها الأنثوية، خاصة يوم زفافها، حيث أنه اليوم التي يجب أن تظهر به في أبهى صورة لها وأكثرها افتتاناً وزينة. كانت الحمرة أو الموردات المستخدمة في تحمير الوجه والشفاه تعمل من مواد لها صبغة حمراء وتكون من أصل نباتي في المقام الأول وقد تكون أشهرها الزعفران والعصفر والورس والحناء. ولابد أنهم استخرجوا الصبغات الحمراء من مصادر نباتية موجودة في البيئة العربية مثل الفوة أو الطرثوث أو العنم – المذكور في الشعر – أو السماق أو زهر الرمان أو شقائق النعمان أو الكحلاء أو الفرصاد الأحمر أو البقم أو الدودم.

 كانت النساء العربيات يستعملن عصارة نباتات معينة لتجميل الخدود. ومن أشهر هذه النباتات هي نبتة “القرطم“، وتحمل هذه النبتة زهيرات جميلات صفر الألوان تعرف باسم «العُصفر» وقد سماه العرب بأسماء عدة، منها الإحْريض، والخَريع، والمُرِّيق، والبَهْرَم، والبَهْرمان، وزعفران كاذب . . . . الخ. ويقال عصفرت الثوب أي صبغته بالعُصْفُر. ويستخرج من العُصْفُر صبغة حمراء اللون، راتنجية القوام، يصنع منها عجينة، وذلك بمزج الصبغة مع قليل من الطحين والعسل وصمغ نباتي. وتستعمل هذه العجينة لتحمير الخدود عند النساء. وهي بمثابة «الحمرة»٫ كما يصطلح عليها الآن. 38 وكان يطلق على هذا المستحضر الزرقون (من الفارسية جارگون أو سيرقون ويعني أحمر الرصاص أو الأسرنج) وكانت تستخدمه العربيات الموسرات قديماً في طلاء الخدود والشفاه.39

 من الأصباغ الحمراء المستخدمة قديماً اللك أو اللاك وهو عبارة عن مادة صمغية راتنجية تستخرج من حشرة تنمو على الأشجار الاستوائية في جنوب وشرق جنوب آسيا. ففي المعتمد، اللك: ”هو صمغ حشيشة تشبه المر، أجوده الصافي الضارب إلى الحمرة. وهو حار يابس في الأولى. يفتح سدد الكبد، ويقوي الأحشاء جدا.“

كان اللك يستخدم في عمل حمرة الخدود والوجه (الكلكون) في بعض الوصفات التي ذكرت في أدوية الزينة. وكان يستخدم في صبغ النشاستج الذي يدخل في المحلب (مستحضر عطري من بذور المحلب) بلون أحمر في كتاب طيب العروس للتميمي.40 وكانت الجواري يستخدمن النساشتج لتحمير الخدود كما ذكر في كتب النخاسة: “ما يلزمونهن بتحمير خدودهن بالنساشتج … وإدام دلك وجهها بيديها كل ساعة عند مغافلتها للجلساء لينحدر الدم إلى وجهها فيحمره”.41

ويستخدم راتينج لونه أحمر قاني مستخرج من  دم التنين أو دم الأخوين ويطلق عليه العندم في تحمير الوجه أو الشفاه. ذكر دم التنين في عدة كتب لصناعة العطور وكتب الطبخ وحتى أدوية الزينة والتجميل.

 وتأتي الصبغات الحمراء من مصادر معدنية كالزاج (الأحمر) والزنجفر، بالإضافة إلى الزرنيخ الأحمر وأحمر الرصاص أي الإِسْرِنْج والمرداسنج وأكسيد الزئبق والشاذنج (حجر الدم) أو المغرة الحمراء، وهي صبغة تعود إلى العصور الفرعونية القديمة. وفي الشام قديماً كانت العرائس تستخدم المغرة وهي مادة حمراء كان يحضّرها العطارون وكانت تستعمل لتحمـير الوجنتين والشفتين لدى النساء.42 وصبغة القرمز المستخرجة من حشرة القرمز كانت تكتحل بها البدويات تحت العين.43 ويقال أن من هذه الصبغة عملت منها كليوباترا، الملكة المقدونية على مصر، أحمراً للشفاه لها. إن الأصباغ من مصادر معدنية مثل الزرنيخ والزنجفر والرصاص والزاج معروف سميتها، لهذا كانت تستخدم أكثر في تلوين الصابون والأحبار وصباغة الأقمشة والجلود.

وذكر ليون الأفريقي أيضاً أنه بحسب عادات الزواج في فاس، “فإنه في الغداة التي تلي العرس، تذهب جماعة من النساء لتزيين العروس وتمشيط خصلات شعرها وطلاء خدودها بالحمرة؛ و يخضبون يديها ورجليها بخضاب أسود ولكن كل هذا الطلاء يزول في الحال“.44

 والكثير من هذه الصبغات جلبها التجار من أماكن بعيدة من الهند وشرق آسيا والصين، لهذا كانت مكلفة وباهظة. فمثلاً البقم أو العندم هو شجر كان يؤتى من الهند يشتهر بصبغه الأحمر في لحاءه، ذُكر كمكون في تلوين الخضاب باللون الأحمر في إحدى كتب الزينة.45 وقال أبو عمرو: العَنْدَمُ شجرٌ أحمرٌ. وقال بعضهم: العَنْدَمُ دَمُ الغَزَالِ بِلِحَاءِ الأَرْطَى يطبخان جميعاً حتى ينعقدا فتختضب به الجواري. ودم الغزال هو نباتُ البقلة الحمقاء، ويُسمّى الطرخون، وقيل أنه الطَّرخشقون، وهو نوع من البقل، ولَه عِرْق أحمر كعرق الأرطاة، تُخطط الجواري بمائه أيديهن ووجوههن فتبدو فيها حُمرةً جميلة.46 البقم، ثم قال في وصفه : شجر هندی له ثمر أحمر كبدى تصبغ به الثياب وتلون به السفن فتعود حمراء ، إذا طبخ بقليل نطرون واعتصر وطليت به الخدود الناعمة حمرها وحسن صفاتها وقد يخلط بالإسفيداج ودهن الحل فيكون أبلغ في تحمير الوجوه وأهل الأندلس يسمونه ” حسن يوم “.47

كانت النساء العاميات تستخدم ألوانًا أقل تكلفة، إذا استخدمت على الإطلاق، لتلوين خدودهن مثل زهور شقائق النعمان الحمراء، أو المغرة أو الورود الحمراء، أو زهور الرمان (جلنار).


من وسائل تحمير الوجه الأخرى التي شاع استعمالها في العصر العباسي هو الجلجون أو الكلكون.  كتب الطنوخي في العصر العباسي أن نساء عصره لطخن وجههن بصبغة تسمى كلكون48 وهى من أصل فارسي وتسمى جالجونا ومعناها أحمر اللون. وفي متن اللغة، الكلكون: طلاء تحمر به المرأة وجهها “معرب”.

ويبدو أن الكلكون كان يُطلق عليه ”الدمام“ لما ورد في كتاب السرائر لابن داوود الحلي: ”وقال شيخنا في مسائل خلافه: إذا بيض وجه الجارية بالطلاء أو حمر خديها بالدمام بكسر الدال وهو الكلكون.“، ويقول النووي في تهذيب الألفاظ: ”كلكن: وقوله في باب الاحداد من المهذب: ويحرم عليها أن تخمر وجهها بالدمام وهو الكلكون، فالكلكون بكاف مفتوحة ثم لام مشددة مفتوحة أيضًا ثم كاف ثانية مضمومة ثم واو ساكنة ثم نون كذا ضبطناه، وكذا ضبطه بعض الأئمة الفضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب وفوائده قال: وأصله كلكون بضم الكاف وسكون اللام. قال: والكل الورد والكون اللون أي: لون الورد، وهي لفظة أعجمية معربة.“

 ففي نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة يقول: حدثني آبو الطيب بن هرثمة، أنه سمع الباغندي المحدث يقول لجارية كانت تخدمه، وقد حُرِّد عليها: ذهب زمانك الذي كنت تخضبين فيه خديك بالكلكين. يريد: تطلين على وجهك الكلكون.49

 صبغة الجالجونا لها أسامي أخرى باللغة الفارسية مثل سوركاب وجازَ. وفقاً للموسوعة الإيرانية فالجالجونا تعمل من مسحوق حجر الشاذنج أو الرخام الأحمر أو التراب الأحمر والذي يضاف إليه صبغة حمراء طبيعية مثل نبات الفوة، لكن المصادر اقتضبت في ذكرها بالتحديد وهذا قد يكون بسبب أنه كان أمر شاع للغاية.50

 فلقد ذُكر مستحضر الكلكون مرة أخرى في كتاب كامل الصناعة الطبية للطبيب العباسي علي بن العباس المجوسي ولكنه ذُكر باسم الكلكوز. ويقول العباسي في تحمير الوجه: ”إن أردت أن تورد لون الوجه فليدمن صاحب ذلك على أكل اللحمان وشرب الشراب الجيد العتيق وأكل الثوم والعسل والاستحمام بالماء الحار كثيراً ويدلك الوجه بالخرق دلكا معتدلا ويطلى بالكلكوز المتخذ من اللك الجيد الصنعة مع شئ من اسفيداج الرصاص … )“53. وفي تذكرة داوود الأنطاكي يقول أن ”[كلكون] غمرة من لك وإسفيداج تحسن الوجه“، وهي نفس وصفة الكلكوز. يقول العباسي أن غمرة تحمر الوجه تصنع من خردل ابيض – زرنيخ احمر، بالسوية يجمع باللبن ويطلى به الوجه.

 استخدمت البدويات الديرم لتلوين شفاههن ولتبيض سنونهن وهو لحاء شجرة تمضع في الفم وعند مضغه يستخرج منه صبغة بنية اللون اسمها چجلون تستخدم لصبغ الشفاه واللثة. وهي تسبب حراقاناً بسيطاً لهذا تنفخ الشفاه. فلسان العرب يقول أن الدَّارِمُ: شجر شبيه بالغَضَا، ولونه أَسود يَسْتاك به النساء فَيُحَمِّرُ لِثاتهن وشِفاهَهُنَّ تحميراً شديداً، وهر حِرِّيف، رواه أَبوحنيفة؛ وأَنشد:


إنما سَلّ فُؤادي … دَرَمٌ بالشَّفَتين

 والديرم هو لحاء شجر الجوز ويقال أصلها من اللاتينية derm يعني الطبقة الخارجية من الجلد.

حمرت البدويات وجوههن بأصول وزهور نبات الكحيل أو الكحلاء.54 ولقد ذكرت الكحلاء أو ساق الحمام كصباغ أحمر يستعمله من يصبغون الخيل غشاً وتدليسلاً في تغيير ألوانهم في كتاب المختار في كشف أسرار. واستخدمت النساء قديماً الدودم، وهو صمغ كالدم يسيل من شجرة السَمُّر يتدمم به النساء أي يجعلنه على وجوههن ويطلق عليه أحياناً حيض شجرة السمر لأن لونه يشبه الحيض. 55 ودَوادِم: لَثى شَجر السَّمُر، وهو شديد الحمرة، ويتزين به النساء في خدودهن فتبدو عليها حمرة جميلة.56 ويقال عن بعض الحجازيين ان النساء يطبخن عصير النَّكَعة ويقال النُّكَعة، حتى تعقد فتصير كالرب فيجعلنه طراراً كما يتطرّرون بالدودم.57

أما النساء في منطقة المغرب العربي (شمال أفريقيا) فربما استخدمن تربة جبال الأطلس الغنية بالحديد الأحمر في صناعة صبغة حمراء ومزجها مع أصباغ حمراء أخرى من نباتات مثل شقائق النعمان الأحمر أو الزعفران أو العصفر لعمل مورد للوجه. يـذكر أن من عادات الزواج في بلاد الواحات في تونس غي القرن الثامن هجري أن يُكلف العريس بتحضير كسوة العروس وزينتها في العرس. وعند الزفاف، يحمل الحناء والطيب والعصفر لتجميل العروس، ومصوغا (من الفضة في الغالب) ونقودا فضية كما يتولّى دفع أجرة الجلود.58

تقاليد التجميل الشعبية المغربية بها مورد أحمر للوجه يسمى العكر أو العكار. وكان العكر يقسم لعكر فاسي وعكر فيلالي. العكر الفاسي يأتي من سحق بيضة حشرة تدعى القشبية تعيش على شجر السنديان (البلوط الأخضر).59 كانت تجفف ويستخرج منها مسحوق أحمر اللون يستعمل لتحمير الخدود. أما العكر الفيلالي كان يستخرج من معدن خاص ونادر جداً على شكل حبيبات ذات لون بني مائل إلى الأحمر يستخرج من البراكين ومناجم الذهب، ثم يسحق للحصول على مسحوق العكر، لهذا كان سعره باهظ جداً للجرام الواحد.

ولقد ذكر استعمال العكر في الكتابات المعاصرة. ولابن قزمان وصف رائع عن مظاهر الاحتفال بالعرس وما تتخذه النسوة من مظاهر الزينة في هذه المناسبة إذ يقول: ((… وقد زينت العيون بالتكحيل والشعور بالترجيل، وكرر السواك على مواضع التقبيل وطوقت الأعناق بالعقود وضرب العكر في صفحات الخدود، ومد بالغالية على مواضع السجود، وأقبلت صنعاً بأوشيتها، وعنت بأرديتها، ودخلت العروس في حليتها ورمقت الكفوف بالحناء، واثني على الحسن وهو أحق بالثناء…))60

أما العكر الفاسي الموجود في الأسواق حالياً ويباع عند العطارين هو تقليد من الأصلي وأقل ثمناً وهو على شكل مسحوق مستخرج من ورود شقائق النعمان الحمراء. وأحياناً يأتي على شكل إناء فخاري صغير ولتلطيخه على الوجه، يُبلل الإناء بماء الورد أو الدهن ويوضع على الخدود أو الشفاه. ولسنا متأكدين هل كانت النساء المغاربيات في العصور الوسطى يستخدمن العكر الفاسي المعدني ذلك أم لا بسبب سكوت المصادر عنه.

هـ) الحرقوص أو الخطاط

والحرقوص هو نوع من الخضاب لونه أسود كان يستخدم في المغرب العربي، خاصة تونس ويستعمل مع الحناء أو كمداد للوشم.

والحرقوص يؤخذ من العفص. والعفص ثمر نوع من الأشجار. وكان الحرقوص كثير الاستعمال عند النسوة ولا زال. ويلصق الحرقوص علي الجلد (الجبهة، الوجنات، الذقن، الأيدي الأرجل) بواسطة رأس رفيع. قول الفقيه القيرواني العبيدلي إنه لا يصح أن تتوضأ المرأة وهي تستعمل الحرقوص. فانتقده بعض تلامذته وقالوا له كيف تحرم ذلك وزوجتك تستعمله، فقال إنه لم يتفطن إليها في استعماله.63 وقال ابن الحاج: في المدخل من اشتهى امرأة بالوشام كمن اشتهى شخصا مضروبا بالسياط وليس من الوشام ما يكون من الحرقوص بالحديد ونحوها.64

وقد تستعمل المرأة أيضاً الوسمة أو النيلة لتسويد الحواجب. وذكر أن الجواري كن يستعملن الرامك لخضاب حواجبهن.65

علامات الجسم أو زخارفه

أ) الخال أو الشامة

كانت الشامة أو علامة الخال أو الحسنة من مميزات المرأة الجميلة عند العرب وكانت تشبه ببذور السفرجل أو حبة المسك أو نقطة عنبر. إن لم يكن عند المرأة شامة كانت تزيفها عبر وضع علامة في أماكن محددة في الوجه، خاصة عند الشفاه والذقن والوجنتين. والصبغة المستخدمة لعمل الشامة كانت داكنة ومشابهة لصبغات الوشم مثل السخام أو رماد العظام أو الفحم وأحياناً الوسمة.

 

قينتان مرسومتان على السقف الخشبي الملون للكنيسة البلاتينية كابيلا بالاتينا باليرمو، صقلية، القرن الثاني عشر.
umayyad-fresco-fragmant
جزء من لوحة جصية أموية، قصر الحير الغربي، القرن الثامن. لدى المرأة شامة صغيرة على الزاوية اليسرى من فمها.
مقامات الحريري-مخطوطة فيينا
مقامات الحريري، مخطوطة فيينا. العصر المملوكي. على خد القينة الأيمن شامة.

ب) الوشم

عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله الحديث أخرجه مسلم. إن أحكام الشريعة الإسلامية التي حرمت الوشم على المسلمين كانت سبباً في امتناعهم عن تزيين أجسادهم بمثل هذه الأساليب.

الوشم: أن يُغرز الجلد بإبرة، ثم يحشى بكحل أو نيل، فيزرق أثره، أو يخضر. فالوشم كان من خصال المدقعات ومن هم من الدرك الأسفل من الهرم الاجتماعي مثل البغايا والجواري.

كانت من تقوم بوشم النساء تسمى الصانعة، واعتادت هذه الصانعة آن تجوب طرقات المدينة حاملة أدوات الوشم من المشارط والكاسات وقد تأبطت المخلاة وظهر حول جيدها الطوق والشنوف المحلاة وغرزت عصابتها بكلاليب الإبر.66 كانت الصانعة من المهن المكروهة والمحتقرة عند المجتمع لما تفعله من خرق التعاليم الإسلامية وجعل الحرائر تتشبه بالطبقات الدونية.

وكتب الأديب العباسي المعاصر الوشاء، عن الأساليب التي زين بها معاصروه ذوو الذوق الأنيق مواد مختلفة بنقوش مكتوبة بالشعر. كتب أن الجواري زَينَّ جبهتهن، وكفهن، ووجنتيهن، وأخمص قدميهن بالحناء والغالية (عطر مصنوع من المسك، والعنبر، وزيت البان) والسك (مركب عطري مصنوع من المسك والرامك). ”ما يكتب بالحناء … في الوطأة والوشاح وعلى الأقدام والراح … ما يكتب على الجبين والخد“.67

من أوضح التمثيلات للوشم كظاهرة مخصصة للقيان والراقصات هي رسمة الراقصة الفاطمية العارية التي تعود للقرن الـ ١١ ميلادي. فالوشوم على وجهها تأخذ أشكالاً مختلفة مثل علامة على شكل رقم ٧ بين الحاجبين، علامتان صغيرتان على الخدين: نقطة محاطة بدائرة من النقاط على الخد الأيمن (يسميها العرب الكفف)، وتصميم على شكل لهب على اليسار. أما باقي الجسم عليه أنواع مختلفة من زينة الوشم على الثدي واليدين والقدمين.68

إعادة ترميم لرسمة راقصة من العصر الفاطمي. يرجع الفضل في هذا الرسم إلى مجلة JSTOR. لدى المرأة ثلاثة أوشام للوجه، وخصلات صدغها مجعدة، وقد صففت شعرها في أربع ضفائر، ورأسها معصب بعصابة قماشية رفيعة.69

 ويبدو أن روح النفور من الوشم المغروسة في نفوس العرب بعد ظهور الإسلام لم تؤثر على بعض العربيات في عصور الإسلام الأولى، خاصةً من بيوت علية العرب اللواتي احتفظن بممارسة الوشم التي كانت قبل الإسلام.

 فقد ورد في المصادر التي تحت أيدينا أن عاتكة بنت عبد الله ابن يزيد كانت قد وشمت بالنيلج هلالا بين عينيها‏. ولا نعلم على وجه الدقة إذا كانت النساء في ذلك العصر قد استخدمن أشكالاً من الوشم في أماكن أخرى ‏من اجسادهن.‏ فقد سكتت المصادر عن ذكر ذلك إضافة إلى أن الرسوم النسائية القليلة التي وصلت لنا من رسوم القصور الأموية في الشام وفلسطين والأردن كانت غفلا من الوشم.‏ وربما ذلك يرجع الى التشويه او التلف الذي لحق بالكثير منها أو أن الرسام ترك رسم الوشم في صورته تلك، و‏ كان مقصودا كما نهى عنه الرسول الكريم.70

 على الرغم من كراهية الإسلام للوشم وتحريمه بالمطلق لكنه ظل من ضروب زينة الجسد التقليدية التي مارستها العديد من الجماعات في العالم العربي والإسلامي. فالوشم ظل عادة تمارس عند البدو والأمازيغ والأقباط وفي العراق وبعض المجتمعات في إيران وسوريا والعراق وتركيا. تكونت صبغة الوشم يا إما من النيلة أو الفحم أو السخام.

ج) الحناء

الحناء أو الرقان أو اليرناء باللغة العربية، واسمها العلمي (لوسونيا إنيرميس) وهي خضاب يأتي من أوراق الحناء المطحونة تعطي لوناً أحمراً مقارب للبرتقالي يشبه لون الصدأ. استُخدمت الحناء لتزيين الجسد عند العديد الحضارات في أفريقيا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة الهندية.

فبسبب تحريم الإسلام عمليات تغيير الخلقة الدائمة وتعديلها بأي شكل من الأشكال مثل الوشم، كانت الحناء هي أنسب بديل لزخرفة الجسد لأنها تغيير سطحي ومؤقت الجسد. وفي الشعر العربي لقد تكررت الإشارات للأصابع أو البنان المخضبة ورَخْصُها وحسن نقشها وتطريفها. وركزوا على تشبيه البنان المخضوبة -خاصة باللون الأحمر- بالعنم والتضريج بالدم والتطريف بالعناب والعقيق والشناذر.

لعمل الحناء، تُطحَن أوراق الحناء وتعجن بالماء حتى تصل لقوام شبه-غليظ. ثم توضع على الجلد باستخدام مخروط أو عصا وتنقش بنقشات مختلفة، ثم تترك لتنشف ويشتد لونها ثم تغسل أو تكشط. سيصبح لونها أغمق في اليوم التالي. احتلت الحناء درجة عالية من التقدير والاحترام في الشريعة الإسلامية لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:” عليكم بالحناء فإنه خضاب الإسلام.“ وبالإضافة لدواعي الزينة وتحسين المظهر، كان للحناء فوائد طبابية حيث كانت تستخدم في مداواة العديد من العلل في الطب العربي وحتى أوصى النبي باستعمالها.

استخدمت المرأة العربية الحناء في الجاهلية لتخضب يداها وأصابعها وأقدامها وشعرها. وللحناء ألوان ودرجات مختلفة، فالحناء غامقة اللون كانت لتلوين الجسم أما الحناء الفاتحة الحمراء لتلوين الشعر. لكن هناك وصفات لخضاب تطريف الأصابع في كتاب “رجوع الشيخ لصباه في القدرة على الباه” تأتي في مختلف الألوان منها الحمراء والخضراء والفيروزية والسوداء والصفراء والرمادية. كانت السنة تحث على استحباب خضاب الأيدي بالحناء للنساء، فعَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – أَنَّ امْرَأَةً مَدَّتْ يَدَهَا إِلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – بِكِتَابٍ فَقَبَضَ يَدَهُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَدَدْتُ يَدِي إِلَيْكَ بِكِتَابٍ فَلَمْ تَأْخُذْهُ. فَقَالَ: (( إِنِّي لَمْ أَدْرِ أَيَدُ امْرَأَةٍ هِيَ أَوْ رَجُلٍ )) قَالَتْ: بَلْ يَدُ امْرَأَةٍ. قَالَ: (( لَوْ كُنْتِ امْرَأَةً لَغَيَّرْتِ أَظْفَارَكِ بِالْحِنَّاءِ )).

وكانت النساء مكروه أن تترك شارات الأنوثة واختلافهم عن الرجال مثل خضاب اليدين والتكحل لكي يُعرف أنهم من النساء. عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره للمرأة أن تكون مرهاء أو سلتاء أو عطلاء. والمرهاء من النساء غير المكتحلة، والسلتاء غير المختضبة، والعطلاء غير المتحلية. فروى الأوزاعى عن معاوية بن سلمة أن رسول الله رأى امرأة لا تخضب فقال: (( اختضبي تترك إحداكن الخضاب حتى تكون يدها كيد الرجل)). وروي عن الرسول-صلى الله عليه وسلم- أن المرأة يفضل لها أن تخضب اليد كلها ونهى عن النقش والتطريف. قالت عائشة -رضي الله عنها-: “أمرنا رسول الله أن نمتشط بالعسل، ونختضب الغمس، ولا نقحل أيدينا مثل أيدي الرجال”.

كما شاع استخدام مادة الشناذر عند النساء لصبغ أظافر اليدين و القدمين، وتستخرج تلك المادة  من نبات أحمر. يقول ابن الجوزي في كتابه أظراف الظراف والمتماجنين أن رجلاً رأى امرأة قد خضبت رؤوس أصابعها وشنذرتها.71

نموذج من الزينة النسائية في الأندلس - حناء
إمرأة عربية أندلسية غمست يدها بأكملها بالحناء، مخطوطة إسبانية، القرن الثالث عشر

 كانت عملية التلوين بالحناء من أهم الطقوس الاحتفالية في المناسبات، خاصة في الأعياد والاحتفالات والأفراح. وأهم مناسبة تستخدم فيها الحناء هي ليلة الحناء، حيث تتزين وتتأنق العروس في الليلة التي تسبق زفافها وتختضب بنقوش الحناء على يدياها وأرجلها من ضمن مراسم وطقوس ترفيهية مع صديقاتها وقريباتها من النساء. كانت أشكال هذه النقوش تختلف حسب ثقافة كل منطقة والذوق الشخصي.

كانت عادة تخضيب الأيادي والأرجل تثير الدهشة في أعين الرحالة الأجانب حين يزورون بلاد المسلمين والعرب. تلك الظاهرة التى جذبت أنظار الرحالة الأجانب الذين زاروا مصر على عصر المماليك مثل الرحالة اليهودي ميشلام بن مناحم الذي كتب يقول « ان نساء مصر قد اعتدن تخضيب أياديهن بألوان ثابتة قلما استطاع الماء إزالتها قبل مضى ستة أشهر، وذلك على الرغم من اغتسالها اليومى فى الحمامات العامة» وذكر أيضا المؤرخ المملوكي اين تغري بردي عند اشارته الى مقتل خوند بنت صرق مطلقة السلطان فرج بن برقوق أن أصابعها كانت مقمعة بالحناء. 72

كما أن فييت ذكر في كتابه القاهرة والتجارة نقلا عن تريفيرانو أن المرأة المصرية لبست ثياب بيضاء وامتطيت الحمير، وكانت تظهر يديها وأظافرها المطلية بالحناء، كما ذكر شيفر Schefer أن السيدات في مصر يرسمن أيديهن وأظافر هن باللون الأحمر الناتج من مسحوق الحناء.73

وحسب ليون الأفريقي في رحلاته في بلاد المغرب، يقول أن عادة التخضيب بالحناء كانت منتشرة عند نساء الأعراب الذين يقطنون في المنطقة التي تحدها سلسلة جبال الأطلس والبحر الأبيض المتوسط فيقول: “إن الآنسات العذارى يخضبن وجوههن وصدورهن ووأذرعهن وأيديهن وأصابعهن بنوع من الألوان المزيفة (يقصد الحناء) وهي عادة تحظى بالتعظيم والإجلال عندهم. وهذا الضرب من الزينة جلبه العرب لإفريقية ولم يعرفه أهالي هذه البلاد قط”.

An affluent woman wearing a brocade, knee-length robe (a durrāʿa) with clearly inscribed ṭirāz armbands. On her head is a polka-dot headscarf which falls down the back to her waist and is held in place with an ʿiṣāba māʾila and a pearl chin chain (Bibliothèque Nationale, Paris, ms arabe 3929, fol. 151)
جارية أطراف أصابعها مقمعة بالحناء (مقامات الحريري، مكتبة باريس الوطنية، باريس، م.س. أ. أ. ب. 3929، الورقة 151).
Depiction of Umayyad ruler Mu'āwiyah b. Abī Sufyān & his wife Maysūn in a MS of al-Jahiz's "Kitab al-Hayawān", 10th–13th century, Biblioteca Ambrosiana D 140 inf., f. 20b, Milan, Italy. The women stained her toes with dark henna.
خضبت المرأة أصابع قدميها بالحناء الداكنة من ”كتاب الحيوان“ للجاحظ، القرن العاشر – الثالث عشر، مكتبة أمبروزيانا د. 140.
هاتان المرأتان خضبتا أطراف أصابعهما وأظافر قدميهما بالحناء السوداء. من كتاب دعوة الأطباء، القرن الثالث عشر.
Frontispiece of Kitab Al-Aghani of a Ladies' Party, 13th century.
صورة أمامية لكتاب الأغاني لحفلة نسائية، القرن الثالث عشر. نقشت السيدات أقدامهن بالحناء السوداء وقمعن أطراف أصابعهن.

الطيب والبخور

إن مناخ الجزيرة العربية الطارد للزراعة والفلاحة وقفور معظم أراضي العرب من الموارد والأرض الخصبة ألزم العرب بأن يصبحوا تجاراً وتشتتوا في أنحائها بحثاً عن الموارد من أماكن أكثر وفرة بها. فموقع الجزيرة المحشور بين الحضارات العظيمة بمحيطها جعل من العرب يعملون كوسطاء تجاريين ووكلاء يسهلون نقل هذه الموارد من وإلى الجزيرة.

 إن أكثر المنتجات استيراداً من شبه جزيرة العرب كانت المر والكندر أو اللبان.  يمكننا أن نقول أنه بحلول القرن السابع قبل الميلاد، فإن الاعتماد على العطور التي جاءت من جنوب شبه الجزيرة (اليمن) أصبح هو الشائع في بلاد ما بين النهرين وشرق البحر المتوسط. كانت هذه العطور تستخدم مفردة – عادة محروقة وفي حالة المر، تستخدم كمرهم – أو مخلوطة مع مواد أخرى لعمل الدهون أو العطور أو الزيوت للتحنيط أو للتطبيب ومداواة جميع العلل، وبالتأكيد كانت تستعمل كبخور (يوضع الخليط على الجمر المشتعل ليعطينا دخان ذا رائحة عطرة).74

 اكتُشِفَت العديد من المباخر والمجامر (جمع مجمرة) البرونزية من مواقع دفن ومعابد في ساروق الحديد (دبي، الإمارات العربية المتحدة) والتي تعود إلى العصر الحديدي (1200 – 500 قبل الميلاد).75 يشير شكلها وزخرفتها إلى أنها ربما كانت متأثرة بطرز بلاد الرافدين. وهناك أشكال أخرى من هذه المباخر عثر عليها في قرية الفاو (المملكة العربية السعودية) وتايلوس (البحرين) واليمن لكن طرازها عربي-محلي أكثر. وعثرت البعثات التنقيبة على العديد من الأواني والقوارير لحفظ العطور ومداهن الطيب في العديد من المقابر ضمن الأمتعة الجنائزية المدفونة مع الموتى في الكثير من المستوطنات العربية. وهذا يدل على أن العرب يقدسون العطور والطيب منذ فترة طويلة لدورها في مختلف المجالات الاجتماعية والدينية والطبية والروحية وتعمقوا في فن صناعة العطور وبيعها منذ زمنٍ بعيد.

وكانت الأسواق تقام فى جزيرة العرب فتأتيها البضائع من كل صوب ويبيع الناس ويشترون فيها، وكان الطيب من البضائع النفيسة التى تعرض فى هذه الأسواق، ومن هذه الأسواق سوق (عدن) التى تقوم أول يوم من شهر رمضان إلى عشر يمضين منه، وأشهر ما يباع فيها الطيب الذي برع العرب فى صناعته. وكذلك سوق (السِّحْر) شِحْر مهرة التي تقوم للنصف من شعبان ويعرض فيها الأدم والبز وسائر المرافق، ويشترون بها الكندر والمرّ والصَّبر ويقصدها تجار من البر والبحر.

وكان العرب على صلة تجارية بالهند وصلات جوار بالروم عن طريق الغساسنة، وبالفرس عن طريق المناذرة، وباليهود الذين ساكنوهم فى يثرب واليمن، فتأثروا بهذه الأقوم وشاع استعمال العطور وصناعته لديهم، وشاع ذكرها فى الشعر الجاهلى، وتغنى الشعراء بروائح النساء وعطرهن وزينتهن. ويقول المرزوقي عن براعة العرب فى صناعة الطيب وبيعه عند ذكره سوق عدن : « وأشهر ما يباع فيها الطيب، ولم يكن أحد يحسن صنع الطيب من غير العرب حتى ان تجار البحر ترجع بالطيب المعمول تفخر به فى السند والهند، ويرحل به كذلك تجار البر إلى فارس والروم. 76

 ومع مجيء الإسلام زاد اهتمام الناس بالطيب اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان يحب الطيب ويستخدمه، يقول عليه الصلاة والسلام: حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة، وكان يوصي الناس باستخدامه يقول عليه الصلاة والسلام: وغسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليها.77 إن التطور العلمي الذي شهدته الأمة الإسلامية خلال العصر الذهبي، خاصة في علوم الكيمياء، ساهم في تطوير مجال المستحضرات والأدوية التجميلية وصناعة العطور وتقطيرها وعمل البخور. طور المسلمون أدوات صنع العطور وتقنيات استخلاص الزيوت العطرية من النباتات وغيرها لعمل تركيبات العطور المعقدة.

 إن التطييب وهندمة المظهر من أهم الرسائل التي يحث عليها الدين الإسلامي وإن من إحسان المرء لدينه وإخوانه في الله أن يتطيب ويتعطر خاصة في يوم الجمعة وقت صلاة الجماعة. إن للعطور خصائص روحية وعلاجية عند العرب بجانب كونها عنصراً أساسياً من عناصر الطهارة. كانت من آداب الضيافة عند استقبال الضيوف أن يعطرهم المضيف بالبخور عند الدخول وتقديم العطور والأدهان العطرية بعد رحلة طويلة أو بعد الانتهاء من الأكل. ومن بعض عادات النساء أن تبخر البيت بالبخور لطرد الشيطان والإستيعاذ بالله مع قراءة بعض الآيات القرآنية. كانت العطور تستخدم في المداواة والتطبب حيث كانت تدخل في تركيبات العديد من الأقرباذين والأدوية.

صنع العرب الطيوب من مواد عطرية مختلفة من أصول حيوانية مثل العنبر والأظفار والمسك أو أصول نباتية مثل الياسمين والزعفران والنرجس والسنبل. في العصور القديمة كان الزيت هو المادة الحاملة للعطور أما بعد الحداثة والتطور التكنولوجي أصبحت المادة الحاملة هي الكحول. اخترع العرب العديد من العطور المركبة مثل الخلوق والغالية والمحلب والند والمثلثيات والعبير والبخور والسك والرامك والنضوح والصياح والغسلات والميسوسن واللخالخ والمياه المقطرة. تضمنت المركبات العطرية الأخرى لاستعمالات النظافة: الأشنان/الذريرة (الصابون)، حبوب تطيب الفم، والغِسولات، وأطياب الثياب.

 كان المكون الرئيسي لهذه العطور هو الزيت العطري أو الزيت الطيار وهو زيت مركز فواح سهل التطاير. وكانت الزيوت العطرية تستخرج عبر عمليات كثيرة أهمها التقطير ويتحصل عليها من مصادر نباتية مثل الورود والأزهار والألحية والبهارات والأوراق والقشور. أما البخور كان يُعمل من الراتنجات مثل الكندر والمر أو الأشجار مثل الصندل والكافور والعود.

ففي فن العطارة العربية تنقسم العطور إلى الأصول والأفاويه. فالأصول مكونة من خمس مواد وهم المسك والعنبر والعود والكافور والزعفران. أما الأفاويه هي السنبل والقرنفل والصندل وقصب الذريرة والجوزبوا والبسباسة والورد والفلنجة والزرنب والقرفة والهرنوة و والقاقلة والكبابة والهال بوة وحب الميسم والفاغرة والمحلب والورس والقسط والأظفار والبنك والضرو واللادن والميعاء والقنبيل. وكانت هذه العطور الأولية تقسم أكثر حسب أخلاطها ومزاجاتها وخصائصها وجودتها.

كانت العروس العربية المسلمة في العصور الوسطى تُرَش بالعطور الغالية والبخور كخطوة أخيرة في تجهيزاتها للعرس، بعد أن تنتهي البلانة والماشطة من تزيين وتكحيل وتخضيب العروس. يذكر أن العطور كانت تنثر في حفلات العرس، فلقد فرق هارون الرشيد في ليلة عرسه مسك وعنبر، وفرق على نساء بنى هاشم دراهم ودنانير وصواني من الفضة بها طيب، أما حسن بن سهل فنثر أوعية من المسك في ليلة عرس ابنته بوران. والشواهد التاريخية ثرية بالإشارات أن العرائس كن يحملن الكثير من العطور والطيب بجانب القوارير والقنينات لحفظها في جهازهن. ويذكر أن الرسول أمر عند زواج ابنته فاطمة ان يجعل الطيب في جهازها، وأن يكون ثلثي مهرها الطيب.

 فالتعطر والتطييب لم يفِ وظائف طبابية وتزيينية فحسب بل كان معياراً للضوابط الأبوية-الهرمية بين الجنسين.78 فمثلاً طيب الرجال يختلف عن طيب النساء من حيث اللون والرائحة. فالسنة النبوية وضعت ضوابط وقواعد يجب على الرجال والنساء الامتثال بها للحفاظ على النظام والعلاقات بين الطرفين. فالرسول – عليه الصلاة والسلام – يقول في حديثه: طِيبُ الرجالِ، ما ظهر ريحُه وخفي لونُه، وطيبُ النساءِ، ما ظهر لونُه وخفيَ ريحُه. فطيب الذكور ما ظهر ريحه وخفي لونه كماء الورد والمسك والعنبر والكافور. وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه كالزعفران والخلوق. كانت النساء مأمورات بدرء الفتن وعدم وضع العطور التي قد تلفت الأنظار إليها. حتى أن الرسول قال أن أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية.

 
يقول الوشاء، وهو من أشهر أدباء العصر العباسي عن أنواع الطيب التي تطيب بها الظرفاء معاصرين عصره: “ومــن عطــورهم الممیــزة فــي ذلــك الطیــب بالمســك وبمــاء الــورد، واســتعمال العــود المعنبر بماء القرنفل المخمر، والعنبر البحراني. واستخدموا العـود الطـري الرطـب الهنـدي والمسـك الصـیني، أمـا مـاء الـورد الجـوري فأنهم یضعونه على مسام الشعر لتبقى رائحته الفواحة لوقت طویل. وتجنـب الظرفـاء الكـافور لعلـة بـرده فـلا یسـتعملونه، واجتنبـوا مـاء الخلـوق لأنـه طیـب النسـاء والغالیـة إذ هـي مـن طیـب الصـبیان والأمـاء، ولا یسـتعملون شـیئاً مـن الطیب الذفر مما یبدو له لون ویبقى له أثر.

أمـا المتظرفـات مـن النساء فلهم حیاتهم الخاصة التي تختلف عن حیاة الرجال الظرفاء، فكانـت عطـورهم هـي الصــندل- والقرنفــل، والمعجونــات والزعفــران والخلــوق والكــافور ومــاء الكــافور، وســائر صنوف الأدهان من البنفسج والزنبق. ومـــن الطریـــف فـــي هـــذا الموضـــوع بـــأن النســـاء یســـتعملن جمیـــع طیـــب الظرفـــاء والظرفـاء لا یسـتعملون شـیئاً مـن طیـب النسـاء”.79

 

علب حفظ المستحضرات وأدوات الزينة
كان من أهم مكونات جهاز العروس التي تحملها معها في بيتها الجديد هي صناديق الحلي وعلب حفظ أدوات الزينة والتي تكون عادة مزينة ومزخرفة بإتقان. بجانب أواني الحفظ الصغيرة مثل قوارير العطور ومداهن الزيت وغيرها، تنوعت أشكال آنية حفظ المستحضرات التجميلية، وأولها المكاحل لحفظ الكحل، والقنان لحفظ العطور والأدهان، والقماقم لرش المياه المقطرة والعطور، والأحقاق لحفظ المستحضرات والأشنان، والاوعية لحفظ الأصباغ والمرطبات، والمباخر والمجامر للبخور.

إن أهم الصناديق وأكبرها حجماً هو الصندوق الذي تضع العروس فيه كل ممتلكاتها الثمينة من ملابس وحلي وأدوات الزينة وغيرها وكان يسمى بالمقدمة، نسبة لوضعه في مقدمة موكب العروس المحمل لبيت الزوجية. عادة يكون من الخشب المطعم بأسلوب التعشيق بالذبل والعاج وله كرسي ليستند عليه. أما العلب أو الصناديق الصغيرة كانت تستخدم في حفظ مستحضرات التجميل والعطور والمصوغات الثمينة وغيرها، وربما بها عدة حجرات لتخزين عدة أشياء. ولابد أن علب التخزين هذه كان لها أسماء مختلفة اصطلحها أهل تلك العصور ولابد أنها تختلف حسب المنطقة والعصر التي وجدت فيه ونوع الحاجة الذي تحفظها. لا نستطيع أن نورد أسماء هذه العلب لقلة المصادر عنها، لكن البعض ورد لنا بإيجاز.

أهم قطعة في زينة العروس هي المكحلة. لا تستغني أي عروس عن الكحل كمقوم أساسي من الزينة سواء كانت غنية أو فقيرة. كانت المكاحل أغلبها على شكل المزهرية وتختلف المادة المصنوعة منها حسب الاقتدار المادي للعروس ويكون معها مرود أو ميل لتكتحل به المرأة. أغلب المكاحل في عصور الجنيزا كانت من البلور أو الكريستال وبعضها مزدان بشريط ذهبي، ويحكم إغلاقها بسدادة من فضة.

هناك مواد أخرى دخلت في صناعة المكاحل مثل الفضة والعاج. والمرود أيضاً كان يأتي من مختلف المواد مثل البلور والفضة. بجانب المكحلة والمرود، كانت هناك قطعة مميزة تستخدم لحفظ المرود وهي التماثيل. ذُكرت هذه التماثيل داخل قوائم جهاز العرائس مع المكاحل والمراود وكانت توصف بأنها مثقوبة (لوضع المرود فيها) وتأتي على شكل حيوانات مثل الديك (من البلور) أو الأسد أو الغزال (من العنبر).

فمثلاً جويتين يقول أن علب حفظ الحلي في عصر الجنيزا أي من القرن (١٠-١٣ ميلادي)، كان يُطلق عليها اسم الدرج. أتى درج أو صندوق الحلي في العديد من قوائم العرائس الموسرات وكان يتراوح سعره من ٨ دنانير لـ ٢٠ دينار وأغلبهم من الفضة. إحدى هذه الأدراج كانت ”محرقة بالذهب“ أي أنه مصقول بالذهب، وأخرى مزينة بشغل التشبيك والصندل، ودرج آخر من تونس كان من الأبنوس ومكفت بالنحاس.

ويبدو أن وظيفة الدرج لم تقتصر على حفظ الحلي فقط، بل كانت تحفظ المساحيق. ففي قائمة يوجد درج من الأبنوس لحفظ السنون (مسحوق الاستنان). وبشكل طريف ذُكِرَ درج لحفظ المقتنيات الثمينة في إحدى القوائم باسم بيت الطرائف وكان ثمنه ١٠ دنانير. ذكر جويتن علب لحفظ الحلي اسمها قِمطرة ومنها من كانت مصنوعة من البورسلين (الخزف) الصيني و”محلاة بفضة“. والقِمطَر: شبه سفط يسف من قصب أو غيره تصان به الكتب، وهو القمطرة ج قماطر” يذكر ويؤنث”.

ففي الأندلس والمغرب العربي كان صندوق حفظ الذهب يدعى الَدُّرْج أو الْحِشِّ وفق ما ذكره ابن الحاج في نوازله عن مسألة تخص لو أن إمرأة ادعت ذهباً وجد في تركة زوجها. “وَقَدْ كَانَ مِنَ الشُّيُوخِ مَنْ يُرَاعِي أَنْ يُوجَدَ (الذَّهَبُ) فِي وِعَاءٍ يَكُونُ لِلْمَرْأَةِ كَالدُّرْجِ وَالْحِشْ فَيَكُونُ مَا مَعَ يَمِينِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ “.تَعَالَى80

وفي اليمن مثلاً في عصر الدولة الرسولية ذكرت أسامي بعض أواني الحفظ: ”فإذا كان المهر كبيرا خرجت العروس مع والدتها وأحد إخوتها إلى السوق لشراء لوازمها من ملابس وفرش وقماش، ومجامر بخور ومشاجب، ومزابد لحفظ الزباد والمساحيق ذات الروائح الطيبة، كما يقومون بشراء أنواع العطور ووضعها في قناني زجاجية تعرف بالمضارب، وأشهرها القناني العطرية المعروفة بالرمانة، وتستعمل المرأة أدوات مختلفة لحفظ ما تشتريه لعرسها من طيب وبخور وعود وغيره … وعادة ما توضع جميع هذه الأدوات الملابس والعطور والطيب في صناديق خاصة تعرف بالصناديق العرائسية، وكانت تلك الصناديق تحمل في موكب العرس على بغال تزين لهذه المناسبة.“81

وكتب جويتن أن في زمانه استخدمت النساء الحُقّ (جمع: أحقاق). والحُقُّ : وعاء صَغيرٌ ذو غطاء يُتخذ من عاج أو زجاج أو غيرهما. واستخدم في حفظ الحلي في احدى القوائم على غير العادة في حفظ مستحضرات التجميل والأشنان وغيرها. إحدى الأحقاق المذكورة كانت تحت قسم المصوغات (ذهب العروس) وثمنه دينار واحد من النحاس. ومن المواد التي عُمل منها الحق هو البلور وآخر من الفضة محلى باللؤلؤ وأيضاً الذهب والخشب. ويقول المقريزي أن من ضمن شوار العروس المملوكية: “أحقاق الأشنان والأصباغ المكفتة بالنحاس”.

وكتب الاصطلاح والمعاجم ذكرت أوعية حفظ الأشياء الخاصة بالنساء مثل الطبل: و هو الربعة للطيب، أي حُقة الطيب، وهو وعاء للطيب تضع المرأة فيه طيبها وحناءها، تتخذ فيها مواضع للقوارير بحواجز فيها. والطبل سلة الطعام.82 وذكر أيضاً العتيدة وهي صَندوقٌ تَضَعُ فيه المرأةُ ما يَعِزُّ عليها من طيب وبَخور ومُشْطٍ وغيره.

وكان هناك السَّفَطُ وهو وعاء يوضع فيه الطِّيبُ ونحوُه من أَدوات النساء. ذكر جويتن أن السفط في زمانه كان عبارة عن صندوق من نوع من خشب الخيزران المقوى وله كرسي يستند عليه. وكان هناك أوعية حفظ من غير الخشب مثل السلال المعمولة بالخوص والجريد. فالقفة المعروفة في مصر ذكرت بمصطلح قشوى في جهاز عروس من القدس لحفظ الطيب وأدوات الهندمة وكانت من النحاس الأصفر وفي قائمة أخرى من الفضة. والقشوى في المعاجم هي قفة تضع فيها المرأة الطيب.

ولا ننسى الشكمجية وهي صندوق لحفظ الحلي والزينة للمرأة. ويروي المقريزي أنه أثناء الشدة المستنصرية كان هناك سيدة غنية من نساء القاهرة، ألمها صياح أطفالها الصغار وهم يبكون من الجوع فلجأت إلى شكمجية حليها وأخذت تقلب ما فيها من مجوهرات ومصوغات. أما المدهنة هي وعاء حفظ الدهن وكانت تستخدم لحفظ الأدهان والزيوت العطرية مثل الغالية ودهن اللاذن وذكر وعاء باسم المدهن في الجنيزا.

وتصنع أدوات الحفظ من مواد مختلفة حسب الحالة الاجتماعية والمقدرة المالية لصاحبتها. فالموسرات كانت تشتري علب مصنوعة من الخشب الجيد الأوروبي أو العاج أو النحاس أو الفضة وتكون مكفتة أو مطعمة، أما العاميات والفقيرات تكون من مواد أقل جودة مثل البلور الصخري أو الخشب المحلي. كانت هذه العلب تزدان بشتى أساليب الزخرفة بالتطعيم والحفر والنحت البارز. كانت قوارير العطور تحفظ في صُّرَّة مزينة بالتطريز أو الخرز أو الشراشيب. مازال عدد من المتاحف والمعارض تحتفظ بعلب حفظ الزينة من العصور الإسلامية المختلفة، خاصة من الأندلس والعصور الفاطمية والمملوكية. البعض يكون من النحاس المكفت، أو الخشب المطعم بفسيفساء من العاج أو العظم، أو العاج المزخرف بالنحت البارز، أو الفريت (عجينة الحجر) وغيرها من المواد وطرق الزخرفة.

حُقّ، مصنوع في قرطبة، الأندلس، إسبانيا، حوالي 950-75 م، مجموعة كلويسترز، 1970، AN: 1970.324.5، متحف المتروبوليتان.


ملوق، القرن ٧-٩ ميلادي، مصنوع من سبيكة النحاس، الكوفة، العراق.

من أدوات الزينة المستخدمة في خلط الأصباغ والمستحضرات هي الملاعق الصغيرة مع أواني الخلط. لا يوجد أمثلة أركيولوجية على هذه الملاعق التي استخدمت إلا قليل، فهناك مصفاة مثقوبة على شكل ملعقة بمتحف الفن الإسلامي وملعقة صغيرة معدنية من الفسطاط من العصر الفاطمي في مجموعة متحف كيلسي للآثار الذي يتبع جامعة ميشيجان. ذكر جويتن أن الملاعق المستخدمة في الخلط كانت من الفضة وتأتي مع علب الأشنان أو أواني الخلط. ومن أدوات الخلط أيضاً الملوق وهو ملعقة لها رأس مسطح وبستخدم في طلي المستحضر على الوجه وعثرت على مثال له من القرن ال التاسع ميلادي في المتحف البريطاني.

كانت علب حفظ الأشنان لها غطاء حتى لايفقد الأشنان فاعليته ورائحته بسبب تعرضه للهواء ويأتي معه ملعقة أو مغرفة صغيرة. لهذا كانت تأتي العلبة على هيئة طقم ويسمى أشنانة أو أشناندان. حسب جويتن، كان الأشنانة أو الأشناندان يصنع من النحاس الأصفر وفي إحدى القوائم كان من الفضة. وذكر في القوائم أن علبة الأشنان كان يطلق عليها اسم تور ولو جاءت على شكل طقم فاسمها تور مكمل أو دست كامل.

يقول جويتن أن أواني الخلط كان يطلق عليها المداف ويأتي من داف الشئ، أي داف الدواءَ أَو الطّيبَ: خَلَطَه. فإحدى العرائس الثريات امتلكن ٣ مدافات لخلط الأصباغ والطيب. الأول كان من الفضة وثمنه ٣ دنانير والثاني من البلور وثمنه ٥ دنانير مثل قرينتها ”ست الحسب“ والثالث كان ”فريداً“ ويوصف بأنه مداف “مجمع” وله أرجل، أي أنه مداف له عدة حجرات لوضع عدة آنية للعطور والزيوت، وأحياناً يستخدم عند الزيارات إلى الحمام ويسمى ”مجمع للحمام“.

وكانت المرأة تحضر معها إلى الحمام أدواتها الخاصة كالمشط والنشفة وكانت بعض النشافي ذات رائحة طيبة 83 والمساحيق مثل الحناء، السدر والأشنان ودقيق الترمس، والطيب، والمآزر، والمناشف.84 لهذا تحتاج لأوعية بها عدة حجرات لتحفظ مختلف المستحضرات. وعروس ست الحسب كانت تمتلك مداف من البلور ومعه مرود من البلور بالإضافة لمداف آخر مثله لكن بأربع أغطية فضية لكي تحفظ العطور بداخلها. يتراوح سعر المداف من دينار لخمسة دنانير ومعظمه من الفضة. ويُذكر أن مدافاً لعروس غنية من القرن الثالث عشر كان معمول من خشب الصندل. ويوجد أيضاً مصطلح الزبدية كوعاء للخلط وهي معروفة لليوم.

وهناك أيضاً الملاقط أو المنقاش المستخدم في نتف الشعر وتنميص الحاجب بالإضافة إلى الحجر الخفاف لإزالة التشققات والجلد الميت من الأقدام. وكان الحجر الخفاف له حامل خاص يصنع من عدة مواد وهناك مثالين من النحاس يعودان للقرن الثاني عشر – القرن الرابع عشر من إيران، وموجودان في متحف الفن الإسلامي. ولا ننسى الهون أو المهراس أو المدق لسحق المكونات لعمل المساحيق والزيوت والأصباغ والعطور. يقال أن جهاز قطر الندى الشهير كان به مائة هاون من الذهب يدق فيها العود والطيب وألف مبخرة من الذهب ناهيك عن مئات الصناديق المحتوية على الملابس والاقراط والسلاسل الذهبية وفصوص من الأحجار الكريمة.

أما الأمشاط كانت من الفضة أو خشب البقس الأوروبي لو لامرأة موسرة وكانت مزدانة بشتى أشكال الزخرفة. لـمزيد من التفاصيل، انظر قسم أمشاط الشعر في المقالة الخاصة بـ التزيق وحلي الرأس النسائية عند العربيات في العصور الوسطى.

كانت المرآة أو المنظرة من أهم قطع الزينة عند العروس. كشفت التنقيبات الأثرية عن العديد من المرايا البرونزية ترجع لعدة عصور إسلامية. يبدو أن صناديق العرائس كانت تحتوي على المرايا لترى المرأة منظر الملابس عليها. نذكر ما حدث أيام الشدة المستنصرية في زمن الخليفة المستنصر أنه قد أخرج من القصر الفاطمي صناديق بها مرايا من حديد وزجاج محلاة بالذهب والفضة والجواهر ومغلفة بأنواع مختلفة من الحرير وبها مقابض من العقيق.85

يقول جويتن أن صناديق العرائس كان بها أحياناً مرآة. المرايا الشخصية التي تحملها العروس لتتزين بها أغلبها من الفضة في الجنيزا. ففي جهاز العرائس إحدى المرايا مذكور أنها ”محلاة بفضة“ و “مُخوبجة” (من خبج: أي ضَرَبَ) وأخرى ”مرآة مدورة بغطاء فضة“ وأخرى ”مرآة مغلفة بيد“. لكن المتاحف الإسلامية مترعة بأمثلة على مرايا من عصور إسلامية مختلفة وأغلبهم من النحاس أو البرونز أو الحديد.

ولا ننسى أدوات تصفيف الشعر من الأمشاط والدبابيس وحلي الشعر ويوجد أمثلة عليها في مختلف المتاحف (راجع مقالة التَزِّيق وحُلِّي الرأس النسائية عند العربيات في العصور الوسطى). كانت العديد من هذه الأدوات مذكورة في قوائم عرائس الجنيزة، خاصة للموسرات.

إن مجموعة الخليلي الإسلامية نقبت عن طقم تجميلي من العصور الوسطى الإسلامية ويتألف من قارورة متصلة بقاعدة على شكل قارب وصينية مربعة يُعْتَقَد أنها استخدمت كصلاية لسحق الكحل. على الرغم من وفرة الأمثلة على الصُلي المستكشفة من حضارات الشرق الأدنى وحضارات البحر المتوسط الرومانية، يوجد عدد محدود جداً من الصلي المكتشفة من العالم الإسلامي.

 فمجموعة متحف أغا خان بها مكعب من البلور الصخري يعود للقرن العاشر من العصر الفاطمي به تجويفين مدورين. وبناءً على وجود هذين التجويفين المستديرين يفترض أن التجويفات في هذا المكعب كانت تستخدم كلوحة (مَلْوَن) لمزج الصبغات التي يستخدمها الرسامون أو محبرة، لكن نظرًا لأن النحت ورقة الصنع للجسم يبدوان ثمينين للغاية على هذه المهام اليومية يعتقد أن له وظيفة أخرى. ويتشابه هذا المكعب في شكله وتصميمه مع المَلْوَن ذو التجويفين المكتشف في اليمن في الصورة أعلاها وغيره من الِملْوَنات المشابهة المستخرجة من الهضبة الإيرانية من (500 قبل الميلاد- 350 قبل الميلاد)، لذا فافتراض أنها استخدمت كمَلْوَن لمزج أصباغ زينة الوجه المختلفة ليس بعيد المنال. 


العناية بالشعر

تنوعت طرق العناية بالشعر في تلك الفترة وكانت النساء يهتمون بجمال وصحة شعورهن طوال الوقت باستخدام الخضاب والغسلات والأدهان العطرية وأدوية انبات وتطويل وحفظ الشعر. كانت هذه المستحضرات تصنع من أعشاب ونباتات لفوائدها الطبية وأيضاً لخصائصها العطرية.

فمعظم كتب الصيدلة والطب تنصح باستخدام الآس وحبه واللادن والأملج والإهليلج والمر والشيرج والصَّبْر للحفاظ على الشعر ومنع التساقط. لعمل دهن يحفظ الشعر تأخذ حب الآس والعفص والأملج مطبوخاً في دهن الورد أو دهن الآس. ولعمل دواء يحفظ صحة الشعر ويسوده نأخذ أوراق النعمان ودهن الآس. أما الأدوية لترطيب وتسبيط الشعر هي دهن البنفسج ودهن الآس ولعاب الكتان.

كانت النساء تغسل شعرها بالغِسلة من الخطمي أو البورق أو السدر أو الأشنان أو الطين وتضيف لها عدة مواد عطرية لتطييب الشعر وتقويته.  عملت هذه الغسلات على تنظيف فروة الرأس من الزيوت والأوساخ وأيضاً كانت تحفظه من التساقط وكانت أحياناً تسوده. وكانت الغسلة ما تمتشط به المرأة في شعرها من آس وأفاويه تطري به شعرها.

فكتاب طيب العروس وريحان النفوس للتميمي خصص باباً كاملاً لغِسلات الشعور التي تغسل بها نساء وجواري الخلفاء شعورهن وقد سماه: [باب الغِسلات المصنعة لشعور النساء]. كانت هذه الغسلات تصنع من مواد عديدة ويخضع كل مكون لعدة عمليات تحضيرية معقدة. ولأن هذه الغسلات كانت مخصصة لصفوة نساء المجتمع، كانت هذه الغسلات تكون من عدة مواد غالية الثمن تستورد من شتى البقاع في الشرق والغرب وكان تحضيرها يستغرق أكثر من يوم وتتطلب حوالي 30-20 مكون، بالإضافة إلى خطوات معالجة كل مكون مثل الدق والسحق والنخل والغليان والتبخير والفتق والتخمير والحل والتصعيد والتجفيف. ويذكر التميمي أيضاً صفة لمحلب تضعه النساء في شعورهن ويستخدم أيضاً في غسل الأيدي للروؤساء.

“صنعة محلب رفيع لغسل أيدي الرؤساء وقد يتطيب منه النساء ويجعلن منه في شعورهن”

يؤخذ من المحلب المنقى الأبيض، المُقَشِّر من قشرته ، المدقوق دق الخاصة، وهو المأخوذ لبه بمنخل الحوارى ثلاث أواقي، ومن البَسْباسَة الحمراء والجوزة بوّا من كل واحد وزن مثقال، فيُدَقان ويُنخَلان بمنخل صفيق، أو يُسحقان بدهن الزَنْبَق على الصلاية، حتى ينعما ويصيرا مثل المرهم. فهو خير من نخلهما، لأنهما يسدّان عيون المنخل. فإذا نعما بالدهن على الصلاية عُجِن بهما المحلب، وأُمِدٌ بالزَنْبَق النيسابوري قدر ما يعجن المحلب عجناً شديدا. ويُبسَط في قدح زجاج واسع.

وتدخنه بالعود الصرف سبع نبذات، ثم بالعود والكافور سبع نبذات. ويُقلب بين كل ثلاث نبذات ثم يُقطَّر عليه من عسل اللبنى الأبيض وزن درهم. وتحله بثلاث أواقي من الزَنْبَق الرصاصي السابوري الرفيع، بعد أن ينعم بخور الزَنْبَق مفرداً. وتُلقي فيه من الدهن الغنج ربع أوقية، تفتقه به مع وزن نصف درهم دهن أترج ،فارسي، ووزن دانقين ماء كافور رباحي. واضربهما فيه ضربا جيداً، فإنه يأتي أطيب من الغالية.”

ونجد أن الزهراوي ألفَ العديد من الوصفات لعمل الغسلات ومنها وصفة غِسلة تطيب رائحة الشعر ويصلبه ويكثره ويقوي الدماغ ويطفي حرارة الرأس: يوخذ من ورق الآس وورق التفاح وورق الصفصاف وورق الورد الأحمر وورق السرو من كل واحد جزء٫ سماق وجلنار وأملج وعفص ورامك من كل واحد٫ نصف — يدق — وينخل ويؤخذ من قدر الحاجة لغسل الرأس ويترك عليه زماناً طويلاً ثم يغسل بماء قد طبخ فيه — وبنفسج ويدهن بعد ذلك بدهن الورد أو دهن الآس فـإنه نافع إن شاء الله تعالى.

قبل ظهور الشامبو في عصرنا الحديث، كانت النساء تستعمل هذه الغسلات لغسل وتنظيف شعورهم من الأوساخ. كان السدر أو النبق من أشهر المواد المستخدمة كغسول للشعر.

ولقد ذكر السدر في القرآن ((في سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ)) [الواقعة 28-29]. وفوائده معروفة في كتب الطب مثل التركماني يقول: “وأجود السدر أخضره، العريض الورق، دخانه شديد القبض، وصمغه يذهب الحرار ويحمر الشعر … والورق ينقي الأمعاء والبشرة يقويها ويعقل الطبع ومجفف للشعر…”.

والسدر مشهودٌ له بأنه مفيد لصحة الشعر عند العرب منذ عصور الجاهلية ويستخدم كغسول طبيعي بدون كيماويات ضارة، ينظف فروة الرأس من الوساخة بسبب احتوائه على مركبات الـ ”سابونينز“ أو الصابونيات وهي مركبات تصبح رغوية حين ترج في الماء. فهو يساعد على إنبات الشعر ويقضي على القشرة وينعمه ويعطيه لمعاناً وبريقاً. وأحياناً كان تضاف الحناء مع السدر لتخضيب الشعر ولكن السدر له مقومات صبغية ولكنه ليس بقوة الحناء.

وقد قام السدر في الحجاز مقام الصابون في الاغتسال، فكانوا إذا أرادوا تنظيف أجسامهم استعملوا ورق السدر مع الماء، فيخرج له رغاء أبيض، وذلك بعد طحن الورق أو دقه. وقد جرت العادة بغسل الميت به. وذكر أن الرسول أمر قيس بن عاصم بأن يغتسل بالماء والسدر. وعندما تغتسل المرأة، تغسل رأسها بالخطمي والطين الحرّ والأشنان ونحوه ثم تمشط شعرها.86

يقول ابن سيده في المخصص أن نساء مصر والشام امتشطن بالسدر: … ”قَالَ المتعقب: الغسلة متلزّجة كَمَا ذكر وَنسَاء الْحَضَر يمتشطن بِمَاء الآس كَمَا قَالَ إِلَّا أَنه عدل عَن الصَّوَاب فِي الضّالة والضالة هَهُنَا السِّدْرَة وَنسَاء الْحَضَر يمتشطن بالسّدر بِمصْر وَالشَّام وَغير ذَلِك من الْبِلَاد وَمَعَ هَذَا فماء الآس غير متلزّج وَلَا متلجّن وَلَا رطْب وَلَا يَابِس وَإِنَّمَا السّدر هُوَ المتلزّج. أَبُو حنيفَة: وَيُقَال المرزجوش السمسِم والعِتر والعنقَز والسّمسَق.“

أ) الخضاب

الخِضاب في اللغة هو ما يُخْضَبُ به مِن حِنَّاءٍ وكَتَمٍ ونحوه وفي الصحاحِ الخِضابُ ما يُخْتَضَبُ به واخْتَضَب بالحنَّاءِ ونحوه وخَضَبَ الشيءَ يَخْضِبُه خَضْباً وخَضَّبَه غيَّر لوْنَه بحُمْرَةٍ أَو صُفْرةٍ أَو غيرِهما. والخضاب يكون من الحناء أما تلوين الشعر بمادة أخرى تسمى صبغ.

استفاض علماء الطب والصيدلة في الإسلام في تصنيع خضب للشعر. كان معظم خضاب الشعر مسوداً له واسـْتُخْرِجَ من مواد صبغية داكنة مثل النيلة والكتم والسرو وقشور الجوز والعفص والإهليلج الأسود والكثيراء والقرنفل والوسمة والخروب والقار والنحاس المحرق والمرداسنج والإقليميا والخبث من الحديد أو الرصاص. فهناك وصفة في كتاب الزهراوي تتطلب استخدام العلق المغمور في الزيت لمدة 40 يوماً لتسويد الشعر!

 كانت هناك وصفات لتحمير وتشقير وتبييض الشعر أيضاً. أما المواد المستخدمه في تحمير الشعر تستخرج من الخطمي وقشور الرمان والسعد ودردي الشراب والسماق. يقول العباسي في أقرباذين القلانسي ما يحمر الشعر: يخضب بحناء ودرديّ الشراب وراتبانج، من كل جزء واحد يخلط بدهن الإذخر ويطلي.

يسرد ابن سينا في القانون في الطب عدة أدوية مستخدمة في تشقير الشعر: ”فصل فِي المشقِّرات وَمَا يجْرِي مجْراهَا قَالُوا أنّ سيالة الْقصب النبطي الطري الْمَأْخُوذ عَنهُ قشره إِذا أوقد عَلَيْهِ من الْجَانِب الآخر نَار يخضب كالذهب وَكَذَلِكَ صدأ الْحَدِيد بِمَاء الزاج يصبر عَلَيْهِ كَمَا يصبر على الحنّاء أَو يُؤْخَذ الحِناء ودرديّ الشَّرَاب والريتيانج سَوَاء وَشَيْء من أذخر ويخضب بِهِ. أَو يُؤْخَذ الحِناء ويختضب بِهِ بعد أَن يعجن بطبيخ الكُنْدس. قَالُوا ويختضب بالشبّ وَا لأسفرك والزعفران أَو بالمرّ والسورج وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة وَرُبمَا تكَرر ذَلِك أَيَّامًا وَإِذا كرّر طليه بترمس معجون بخل حمره وَإِذا أَخذ ترمس مسحوق عشرَة دَرَاهِم مر خَمْسَة دَرَاهِم ملح الدباغين أَي السورج ثَلَاثَة دَرَاهِم دردي الشَّرَاب المجفف المحرق ثَلَاثَة دَرَاهِم مَاء رماد حطب الْكَرم بِقدر الْكِفَايَة.“

تعتبر الحناء من أكثر خضاب الشعر شيوعاً عند العرب وكانت تعطي بريقاً ولمعة محمرة للشعر. وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إن أحسن ما غيرتم به الشيب، الحناء والكتم”.

كانت المرأة العربية في الجاهلية تخضب شعرها بالحناء مع الكتم والوسمة. كان الاختضاب بالحناء محبب للنساء، عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – أَنَّ امْرَأَةً مَدَّتْ يَدَهَا إِلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – بِكِتَابٍ فَقَبَضَ يَدَهُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَدَدْتُ يَدِي إِلَيْكَ بِكِتَابٍ فَلَمْ تَأْخُذْهُ. فَقَالَ: (( إِنِّي لَمْ أَدْرِ أَيَدُ امْرَأَةٍ هِيَ أَوْ رَجُلٍ )) قَالَتْ: بَلْ يَدُ امْرَأَةٍ. قَالَ: (( لَوْ كُنْتِ امْرَأَةً لَغَيَّرْتِ أَظْفَارَكِ بِالْحِنَّاءِ )).

فخضاب المرأة لشعرها هو لدواعي تجميلية أما الرجال كانوا يخضبون لحيتهم بالحناء سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. واستخدمت النساء العصفر والزعفران لتحمير الحناء وكان يكره استعمالها للرجال.

اكتسبت الحناء مكانة واجلالاً في الإسلام لدرجة أنها لُقِّبَت بخضاب الإسلام.  كانت حناء الشعر تخلط مع عدة مواد صبغية مسودة أو محمرة أو مشقرة حسب ذوق ورغبة المرأة. تفنن العرب في عمل خضابات للشعر من الحناء وغيرها وكانت تقوي الشعر وتلونه وتطيبه.

فمثلاً الزهراوي يصف خضاب للشعر وصفته: “تأخذ حنا مطحونا جيدا فتضربه بماء حتى يصير رقيقا ثم تأخذ من بعد ذلك خلاً جيداً من عنب أسود إن أمكنك وتصب منه في الحناء والما يسيرا وتجعل الحناء والماء في انبيق وتصعده وتأخذ ما يقطر منه وتخضب به الشعر الأبيض ثلثة أيام فإنه يسود واذا اخذت قلما وجعلته في ذلك الماء و لففت (؟) به حول الأصبع أو ما أردته اسود موضع الماء وصبغ أياماً وهو عجيب “

صفة خضاب يخرج أحمراً من كتاب رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه: “يأخذ حناء ووسمة من كل واحد جزء وقليل خطمي ويعجن بماء السماق ويخضب به على المكان، يخرج غاية.”

راقصة من كتاب الدرياق، حوالي 1198-99 م. خضبت هذه الراقصة أطراف أصابع يديها وقدميها بالحناء.
اثنتان من الحاضرات في الحفل تتزينان بالحلي. تلك التي على اليسار شعرها أسود داكن اللون وتصبغ أظافرها بالحناء السوداء. أما التي على اليمين فشعرها بني مائل إلى الحمرة. كتاب الأغاني، القرن الثالث عشر.

 

العناية بالبشرة والجلد

كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف، هو موسوعة طبية فريدة من نوعها كتبها العلامة أبو القاسم الزهراوي وهو طبيب أندلسي عاش في القرن الحادي عشر. المقالة التاسعة عشر من الموسوعة هي مخصصة للزينة وتنقسم إلى قسمين، القسم الأول في الطيب من صناعات الغوالي والأدهان والبخورات واللخالخ ونحو ذلك مما يستعمل من الأصحاء والمرضى والقسم الثاني في أدوية الزينة مما يستعمله النساء وكثير من الرجال للجمال من الخضاب وتحسين الشعر والغمر ونحو ذلك. وهذه المقالة تعتبر أول عمل متخصص في علم الجمال وطب التجميل.

تضمنت مساهماته في مستحضرات التجميل الطبية عمل أو مزيل للعرق وأول حمرة للشفاه في هيئة صلبة أطلق عليها الزهراوي ”اللفائف“، ومرطبات اليدين. كما ذكر أيضًا منتجات العناية بالشعر، بما في ذلك صبغات الشعر وأدوية لتسبيط الشعر المجعد أو تجعيد الشعر السبط. وعلاوة على ذلك، وضح العديد من فوائد الأدوية التي تقي من الشمس ووصف مكوناتها بالتفصيل. كما أدرج طرق عمل الطيوب والأدهان العطرية.88

 على العادة، كانت معظم الأدهان (الزيوت المركزة العطرية) المذكورة في كتب الطب والصيدلة والعطور تستخلص من أصول نباتية (الحل أو السمسم والبان والبلسان والبنفسج والآس والخيري والورد والناردين والقسط والسوسن والنرجس والزنبق) والفاكهة (النارنج والأترج) والأظفار (أظفار الطيب) والإفرازات الحيوانية (المسك والعنبر) والراتنجات (البلسم واللبان والمستكة). كانت تضاف عليها الأفواه أو التوابل (القرنفل، الجوزبوا، البسباسة، القاقلة، الهال، السليخة والدارصيني) لتقوي في رائحتها وتزيدها فائدة.

ألف الزهراوي وصفات للعديد من الطلاءات واللطوخات والغمرات والأدهان لتحسين الوجه وجلاءه وتعمل على تبييضه وتحميره، بالإضافة إلى الأدوية التي كانت تستخدم لعلاج أمراض البشرة مثل الكلف وسحوب الشمس والنمش والبرص وأثار الجدري والبثور ونحو ذلك. ويذكر الأدوية المفردة التي تعمل على هذه الأشياء مثل دقيق الترمس والحمص والباقلي والكرسنة والعدس واللوز الحلو والمر وكشك الشعير والحنطة والصمغ والكثيراء والبسبانج واللبن والأرز وإكليل الملك.

وعمل أيضاً مرطبات للبشرة تحسن من غلظته وتزيل الشحب من الوجه. فيصف الزهراوي مرطب للوجه يعمل من رطل من الشمع ورطل من شحم الماعز وأربع أواقي من دماغ الآيل وأربع أواقي من المرتك ومحاح ثماني بيضات وأوقية من المر ويذاب الشحم والشمع بدهن ورد ويطرح عليه الدماغ ويخلط معه سائر الأدوية ويلقى عليه مح البيض ويلطخ به ويغسل بماء ساخن فإنه مجرب.

 ففي باب باعة الجواري والدواب في كتاب آداب الحسبة للسقطي المالقي يقول أن الباعة لديهم طرق للتحايل على المشترين بحيث أنهم يحسنون من مظهر الجواري ببعض الأساليب التزينية حتى تصبح أكثر رواجاً في أعينهم. ”ومن حيل المذكورين فمنها أن يتخذوا غمرة صفتها باقلا نقع في ماء البطيخ ستة أيام ثم في لبن حليب سبعة أيام يحرك اللبن في كل يوم ويغمرون به وجه الدرية اللون فتعود بيضاء. ويدخلون السمراء اللون في أبزن قد وضع فيها ماء الكروبا حتى تلون وتقيم فيه لأربع ساعات من نهار فتخرج عنه وقد صارت ذهبية. ويحمرون الخدود بغاسول صفته: دقيق الباقلا وكرسنة خمسة أجزاء، ومن عروق الزعفران وبورق وحناء من كل واحد ربع جزء ويغمر بذلك.“89

 كان النمش صفة خلقية غير محبوبة على عكس الخيلان أو الشامة، لهذا كانت هناك أدوية لإزالة النمش من الوجه. فابن سينا يصف دواء لإزالة النمش بـ: ”الكندس مع لباب الخبز واللوز المر وبزر الكرنب وبزر الفجل ولبن التين وماء الجرجير مع مرارة البقر والكنكرزد وورق اليبروح دلكاً على النمش وغيره من الآثار أسبوعاً والمرزنجوش لطوخ.“

إن مناخ المنطقة العربية الحار الجاف دفع المرأة إلى دهن وجهها بطلاءات وأدهان لترطيبه وتليينه ولتحميه من حرارة الشمس. فكانت النساء تلطخ وجهها بالورس والكركم والصبار والنيلة الزرقاء لتقي نفسها من أشعة الشمس وترطب بشرتها بالأدهان لكيلا تجعلها عرضة للجفاف والتشقق.

يبدو أن العرب كان عندهم اعتقاد سائد عن النيلة أنها تحميهم ضد أوار الشمس واشتداد أشعتها. وشهد العديد من الرحالة الأجانب الذين زاروا شبه الجزيرة العربية على شيوع عادة تلطيخ الوجه والجسد بالنيلة. دَوَّنَ اثنان من الرحالة عن تلك العادة في كتاباتهما وفيه يقال: ” على الرغم من أنهم [اليمنيين] نادراً ما يتحممون ويدهنون أبدانهم بالسمن والنيلة إلا نك نادراً ما ترى عليهم حكة أو أية علل جلدية.” فالنيلة كانت تخلط مع الزيوت كزيت السمسم أو غيره وتدهن على الجلد لتطريته ولتحميه من الجفاف الناتج عن المناخ الجاف أو تستخدم كواقي من الحشرات والبراغيت.

والنساء خاصة كانت تستعمل النيلة لفوائدها الصحية والتجميلية للبشرة، أهمها تبييض وتفتيح البشرة بسبب أن درجة اللون الأزرق الباردة تتعادل مع درجة لون البشرة المصفرة فتوحد لون البشرة فتعطي نضارة وبياضاً مستحباً، و أيضاً تعمل على إزالة النمش الغير مرغوب فيه عند العرب. استعملتها المرأة العربية كخضاب للوجه والشعر وكانت تستعمل لنقش الأيدي أو الأرجل في الإحتفالات كالعيد وميلاد الطفل. حتى أن مسحوق النيلة كان يباع في الأسواق في سوريا في القرن التاسع عشر، حسب إيزوبيل بورتون، وكانت تسمى “بالحناء السوداء”.90 وفي شمال أفريقيا كانت تستخدم النيلة لصبغ الأقمشة والجسد.91

وكانت النساء تهتم بجمال ونعومة جسمها حيث حرصت دائماً على تنظيفه من الشعر عبر تحفيف شعر الوجه والجسم ومناطق العورة بشتى الوسائل. فشعر الوجه والجسد كان يزال بالتحفيف بالخيط أو باستخدا م المنقاش. وقد استرعى نظر الرحالة تافور بالقاهرة ذلك العدد الضخم من العبيد السود الذي تتراوح أعمارهم بين العاشرة والثانية عشر ويسيرون في الشوارع صائحين وحين استفسر عن أمرهم، قيل له أنهم يقومون بتحفيف النساء اللائي لا يرغبن في اتمام هذه العملية في الحمامات العامة. 92 ولإزالة شعر العانة كانت تستعين بمادة اسمها النورة لصعوبة إزالته بالطرق التقليدية. ذكرت وصفات لعمل النورة في الكثير من المصادر ولكن أهم مادتين في عمل النورة هما الجير والزرنيخ. وفي ألف ليلة وليلة يُذكر إزالة الشعر بالحلاوة وهي خليط من الليمون والسكر.

إن التراث الطبابي العربي غني بالمعرفة الصحية والتجميلية وتفنن العرب والمسلمون في ابتكار الأدوية التي تداوي العلل الجلدية من جذورها وتحسين الجسد من الناحية العضوية أو النفسية أو الروحانية بناءً على العلم المدروس الذي توصلوا إليه من خلال التجريب والبحث. تحتوي كتب الطبخ العربية في العصور الوسطى على عدة فصول لوصفات إعداد جميع أنواع العطور والبخور والمياه المقطرة والمياه المعطرة للفم ومساحيق غسل اليدين والصابون. 

أ) الحجر الخفاف أو المِحَك

استخدمت النساء أدوات تقشيريه لتنظيف كعوبهن وأقدامهن وتنعيمها. كانت هذه الأدوات هي الحجر الخفاف والمحك. الحجر الخفاف هو صخر بركاني زجاجي خفيف، مسامي تملؤه الثقوب الناتجة عن احتباس بعض فقاعات الغاز أثناء تصلبه من الطفح البركاني. أما المحك هو حجر من الطين المحروق.  تستخدم هذه الأدوات لتقشير الجلد الميت الذي يتراكم على الجسم، خاصةً على أجزاء الجسم التي تعاني من الاحتكاك والحركة المستمرة، مثل المرفقين والركبتين والكعبين.

كانت هذه العملية الطويلة تخصص للزيارات إلى الحمام. بعد الاستحمام بالماء والصابون، يفتح البخار المنبعث من الغرفة الساخنة بالحمام مسام البشرة، مما يسهل تقشير وحك الجلد الميت والأوساخ.

 تقتني كل سيدة حجر خفاف أو محك من الطين المحروق لتحك به باطن قدميها فتجعلها في غاية النظافة وتزيل كا بهما من تشققات، ثم تبخر كعوبها بالبخور المخلوط بالعنبر والمسك. كان الجزء غير المستخدم منهم يغطى بطبقة رقيقة من الفضة المنقوشة، كما صنع له مقابض من المعدن. يوجد في المتحف الفن الإسلامي أمثلة على هذه المقابض المعدنية تعود للقرن الثالث عشر ميلادي من إيران ولكن ليس هناك أمثلة عليها من مصر. لكن اكتشف حجر خفاف من الفسطاط يرجع إلى مصر في بالعصر الإسلامي.93 يوجد أيضاً مثال من متحف الميتروبوليتان من ايران يعود للقرن الثاني عشر. 

٢) مقشرات الجسم والدلوك

 ففي كتب الحسبة يذكر أن المدلكين في الحمامات كانوا يدلكون أجسام المستحمين بدلكات خشنة لتزيل الأوساخ: ”وَيَأْمُرُ [الْمُحْتَسِبُ] الْمُدَلِّكَ أَنْ يُدَلِّكَ يَدَهُ بِقُشُورِ الرُّمَّانِ، لِتَصِيرَ خَشِنَةً، فَتُخْرِجُ الْوَسَخَ، وَيَسْتَلِذُّ بِهَا الْإِنْسَانُ؛ وَيُمْنَعُ مِنْ دُلُوكِ الْبَاقِلَّا وَالْعَدَسِ فِي الْحَمَّامِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ طَعَامٌ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُمْتَهَنَ.“94 مازالت الدلوك من العدس والترمس تستعمل ليومنا هذا وهناك وصفات شعبية متوارثة عند الكثير من النساء العربيات خاصة الدلكة السودانية المعروفة والتي تستعمل دقيق الدخن وتبخر بالأخشاب العطرية لفترة طويلة. ذكر الطبري في كتابه فردوس الحكمة وصفة لعمل دلوك للجسد ومعها عدة وصفات طلاءات للحمام.

ويقول أوليا جلبي في السياحتنامة في مصر أن بعض المترفين يستعملون دقيق الترمس في الحمام ويدعكون به أجسامهم لإزالة ما عليهم من العرق فيجعلها ناعمة لينة كالفالوذج، صافية كالبلور ومن حسن حظ هذا الدقيق أن يكون مستعملا للغانيات والحسان والعرائس في الحمام لتنعيم أجسامهن وتطريتها، ولكنه لا يصلح لغسل الثياب وتنظيفها.

صورة المحك من الخلف
المحك من الأمام. محك من الخزف من إيران، القرن الثاني عشر – الثالث عشر. متحف الميتروبوليتان.

 

النظافة الشخصية (الفم والأنف والجسد)

الطهارة والنظافة الشخصية من أهم أركان الإسلام ولا يستقيم المسلم بدونها. فتعاليم الإسلام تنظم حياة الفرد والمجتمع وعلاقاتهما وتركز على إصلاح صحته الجسمانية والروحية. لهذا، فالدين الإسلامي يأمرنا بعمل طقوس تطهرية مثل تقليم الأظافر ونتف الإبطين وحلق العانة والمضمضة والاغتسال والتطيب لكي تبقى أجسامنا نظيفة لنتقي شر الأمراض والأوبئة ولا نؤذي من حولنا. إن العناية بصحة الفم ونظافته كانت من الأشياء التي حث عليها الدين الإسلامي.

كانت المرأة والرجل كلاهما يعتنيان بنظافة أسنانهم ويحرصون على إبقاء أفواههم معطرة ويزيلون الروائح الكريهة (البخر) وإزالة بقايا اللحم الملتصق بالأسنان بعيدان الخلال. وبجانب ذلك، عمل المسلمون أدوية على شكل حبوب وأقراص للتخلص من نتن العرق وتطييب البدن.  فالرسول – عليه الصلاة والسلام – يقول: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الجُودَ، فَنَظِّفُوا – أُرَاهُ قَالَ – أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ».  “حقٌّ على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا، يَغسل فيه رأسه وجسده”.

 
كان الناس يستخدمون المسواك للاستياك وتفريش الأسنان مع السنون وهو ما يُسْتَنُّ به من دَوَاءِ لتقوية الأَسنان وتنظيفها بالإضافة إلى الخلال التي تزيل بقايا اللحم من الأسنان. تفنن العرب والمسلمون في عمل مسحوق السنون من شتى أنواع المواد العطرة والمفيدة لصحة الفم. لهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب» والسواك كان من الأمور المستحبة عند الرسول عليه الصلاة والسلام-: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء، وعند كل صلاة».

 يوجد العديد من الوصفات لعمل السنون وحبوب تطييب الفم في كتب الطبخ والصيدلة والطب وصناعة العطور. فالزهراوي ينصح بالمسك والعود والقرنفل والسك والقرفة والدارصيني وقرفة القرنفل والجوزبوا والبسباسة وحب العروس والقاقلة الصغيرة والكبيرة لإزالة رائحة الثوم والبصل من الفم. وكان بعض الناس يمضغون أوراق التانبول أو التنبل لتطييب النكهة وتقوية اللثة وتحمير الأسنان.95

وصفة سنون من كتاب التصريف للزهراوي: ”صفة سنون يسد اللثة ويحمر السنون ويطيب الفم، يؤخذ صندل أحمر وقرنفل وكبابة وقرفة من كل واحد خمسة مثاقيل، ورد أحمر وسماق وجلنار وبقم من كل واحد ثلاثة مثاقيل، ودارصيني ولك مغسول من كل واحد مثقالان، يدق وينخل ويعجن بنشاستج العصفر ويقرص ويجفف في الظل ثم يسحق وينخل ويستن به، نافع ان شاء الله تعالى“.

صفة حب يطيب النكهة ويمسك في الفم ويذهب البخر من كتاب كنز الفوائد لتنويع الموائد: ”يؤخذ جوزبوا وقاقلة من كل واحد درهم، ومسك خالص حبتين، فيجمع كلها وتدقها وتنخلها سوى المسك. ويؤخذ منه حب في الفم.“

 ويتم الاستياك بكل ما هو ظاهره خشن يزيل الأوساخ، ويفضل الآراك والزيتون، قال معاذ بن جبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (نعم السواك الزيتون من شجرة مباركة يطيب الفم، ويذهب بالحفر، وهو سواكى وسواك الأنبياء من قبلى).‏


ولاهتمام المسلمين بتجميل ما هو صغير فلقد اتخذت لفائف من أنفس أنواع الحرير للف السواك ووضعه في علبة خاصة بتلك سميت (مسواكدانة) ومعها حُقّ به المسحوق المستخدم في تدليك الأسنان، وكل من المسواكدانة والحق مصنوعان من نفس المواد ومزخرفان بالنقوش المختلفة،‏ وللأسف لم يصل إلينا نموذج لأي منهما.96 والسواك هو عادة اكتسبها العرب والمسلمون بعد مجىء الإسلام وهو أمر لم تعرفه المجتمعات الأوروبية.97

 ويقول جويتن أن علبة حفظ السنون في زمنه كانت تسمى درج سنون وكانت تحفظ الخلال ومسحوق السنون وذكرت في إحدى قوائم العرائس وكانت من الأبنوس. يبدو أنه كان لعروس غنية حيث كان سعره ٥ دنانير وهو سعر غير مألوف لغرض بسيط كهذا.

حث النبي الناس على استخدام النشوق أو السعوط. فعن محمد بن مدويه، حدثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي، حدثنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير ما تداويتم به، السعوط». والسعوط مادة مزيلة للروائح الكريهة و(المسعط) بضم الميم هو الوعاء الذي يوضع فيه السعوط، ولقد حرص النخاسون على استخدامه لزيادة الإقبال على بضائعهم.98  يقول السقطي المالقي الأندلسي أن النخاسين يحسنون جواريهم بأنهم يزيلون رائحة الأنف بسعوط من دهن المرزنجوزش والبنفسج والنيلوفر والياسمين، … ويجلون الأسنان بالسواك والأشنان والسكر.99

 قال الحافظ في الفتح : استعط أي استعمل السعوط هو أن يستلقي على ظهره ويجعل بين كتفيه ما يرفعهما لينحدر برأسه ويقطر في أنفه ماء أو دهن فيه دواء مفرد أو مركب ليتمكن بذلك من الوصول إلى دماغه لاستخراج ما فيه من الداء بالعطاس انتهى ( واللدود ) بفتح اللام هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ويسقاه أو يدخل هناك بأصبع وغيرها ويحنك به ، قاله النووي. كان القسط يدخل في عمل السعوط ومدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- في فوائده ومزاياه.

 كانت المرأة تهتم بنظافتها الشخصية أكثر من الرجل وتعمل دائماً على أن تكون في أبهي حلة وأجمل صورة. كان الزوج ملزماً بالآلات مما تتنظف وتتزين به من المشط والدهن والسدر والطيب والغسول؛ على ما هو عادة البلد … والخضاب لا يجب إلا أن يريد الزوج.100

من أهم المستحضرات التي تستخدمها العروس في تنظيف نفسها هو الأشنان. والأشنان هو نوع من المستحضرات يستخدم كصابون أو غسول ويستخرج من رماد نبات الأشنان أو الحرض. يعد مسحوق الأشنان من عدة مكونات مسحوقة مع بعضها ويغسل به الأيدي أو يستخدم كسنون للفم. كان الأشنان يحفظ في وعاء خاص يسمى أشنانة كما ذكرنا آنفاً. ولكنه كان يأتي بمسميات أخرى مثل الأشناندان أو مجمع الأشنان وهو وعاء مثل الصينية به تجويفات لحفظ أنواع مختلفة من الأشنان.101 ويستخدم معه الصابون وكان يستورد من تونس.

 صفة أشنان من كنز الفوائد: ”أشنان وآس وعرق وكافور وسعد كوفي وسنبل طيب، يسحق الجميل ويعمل غسولاً.“

وصفة أشنان من كتاب طيب العروس وريحان للنفوس للتميمي: “صنعة مطيب ملوكي من كتاب محمد بن العباس الخشكي”

تأخذ أشناناً بارقي أبيض، ومن دقيق الأرز الأبيض، وإذخراً مكياً ناعم الطحن، وصندلاً ،أصفر، وسُعداً مطحونا، ومحلباً مدقوقا خاصة. يُدَق المحلب برفق لئلا يخرج دهنه، ويُنخل ويخلط بالأفواه والأشنان، ويُلت بماء كافور مخلوط بزَنْبَق رصاصي، ويُستعمل. قال محمد بن أحمد المحلب إذا دُق في الأشنان وطال مكثه زنخ وأفسد الأشنان. وليس ينبغي أن يُعمل من هذا الأشنان إلا قدر ما تستعمله جمعة بجمعة.”

ويذكر أن الأشنان لم يكن المستحضر الوحيد المستخدم في تنظيف الجسم، بل كان هناك مستحضرات أخرى. فالزهراوي يذكر الغِسلة لتنظيف الفم والأيدي. صفة غسلة تنقي اليدين وتذهب الرائحة الزهمة: يؤخذ من القرنفل أربعة مثاقيل ونطرون أوقية ودقيق الفول ثلث أواقي يسحق الجميع نعماً ويستعمل فإنه طيب جيد إن شاء الله.

بالإضافة لذلك، حرصت المرأة على أن لا ينبعث منها رائحة كريهة مثل رائحة العرق لكي لاينفر منها زوجها وكانت تستخدم لهذا علاجات للعرق. كانت هذه الأدوية على هيئة أقراص معطرة تعطر الجسم وتمنع ظهور العرق. صفة دواء يمنع نتن الإبط ويخفف العرق من كتاب الزهراوي: يؤخذ من الورد الأحمر رطل ومن المسك والسنبل والسعد ومر وشب من كل واحد أوقية تتخذ أقراصاً بماء الورد ويستعمل.

  1. صادق، عبدالكريم عز الدين. (2008). الحياة الإجتماعية لظرفاء بغداد في العصر العباسي المتأخر. مجلة الأستاذ للعلوم الإنسانية والاجتماعية، ع 71 ، 629 – 650. مسترجع من ↩︎
  2. مواد التجميل في الحضارة العربية، المجمع العلمي العراقي، العدد ٢، جابر الشكري ↩︎
  3. الطرابلسي، نوفل نعمة الله، 1812-1887. (1900). كتاب صناجة الطرب في تقدمات العرب. مطبعة الأميركان. ↩︎

  4. التميمي، محمد بن احمد (المتوفي حوالي سنة ٣٩٠ هـ – ١٠٠٠ مـ)، طيب العروس وريحان النفوس في صناعة العطور دار الكتب والوثائق القومية (مصر)، مركز تحقيق التراث، تحقيق ودراسة د. لطف الله قاري ومراجعة أ.د أحمد فؤاد باشا، ٢٠١٤ ↩︎
  5. Guthrie, S. (2001). Arab women in the Middle Ages: private lives and public roles. Saqi Books. ↩︎
  6. الجاحظ (المتوفى: 255 هـ)،  رسائل الجاحظ (الكلامية) -كتاب النساء- تقديم وشرح:  د. علي بو ملحم،  دار ومكتبة الهلال – بيروت،  2002 م ↩︎
  7. بن قدامة، أبو محمد عبد الله،  (٥٤١ – ٦٢٠ هـ)،  المغني لابن قدامة، الطبعة الأولى، (١٣٨٨ هـ = ١٩٦٨ م) – (١٣٨٩ هـ = ١٩٦٩ م) مكتبة القاهرة، تحقيق: طه الزيني – ومحمود عبد الوهاب فايد – وعبد القادر عطا [ت ١٤٠٣ هـ]- ومحمود غانم غيث ↩︎
  8. Moneer, A. A. (09 Dec. 2024).كتابُ طَيْـفِ الخَيـال: تحقيق جديد لكتاب ابن دانْيالَ. Leiden, The Netherlands: Brill. ↩︎
  9. عبد االله ديك، نقاء عماد، (٢٠١٠)، أحكام زينة وجه المرأة في الفقه الإسلامي، رسالة ماجستير، جامعة النجاح الوطنية كلية الدراسات العليا، نابلس، فلسطين. ↩︎
  10. د. راوية عبد الحميد شافع.. المرأة في المجتمع الأندلسي من الفتح الإسلامي للأندلس حتى سقوط قرطبة. عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية. 2006 ↩︎
  11. التليلي، عبدالرحمن. (2009). إسماعيل بن يوسف الطلاء المنجم. وقائع الندوة: إشعاع القيروان عبر العصور، ج 3 ، تونس: المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون، 925 – 932. ↩︎
  12. Olivia Remie Constable, Vose, R. J. E., & Nirenberg, D. (2018). To live like a Moor: Christian perceptions of Muslim identity in medieval and early modern Spain. University Of Pennsylvania Press. ↩︎
  13. صفوت، أحمد زكي،( 1937)، جمهرة رسائل العرب في عصور العربية المكتبة العلمية، بيروت – لبنان ↩︎
  14. ابن قيم الجوزية، محمد بن أبي بكر٧٦١هـ (١٣٦١ مـ)، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، مطبعة المدني، القاهرة، المكتبة الشاملة. ↩︎
  15. كتاب رسالة جامعة لفنون نافعة فى شرى الرقيق وتقليب العبيد – ضمن نوادر المخطوطات
    [ابن بطلان] ↩︎
  16. Mahmood, Z. A., Zoha, S. M., Usmanghani, K., Hasan, M. M., Ali, O., Jahan, S., Saeed, A., Zaihd, R., & Zubair, M. (2009). Kohl (surma): retrospect and prospect. Pakistan journal of pharmaceutical sciences, 22(1), 107–122. ↩︎
  17. https://www.therevisionist.org/
    reviews/is-ithmid-kohl-made
    -out-of-galena-vs-stibnite/ ↩︎
  18. Riesmeier, M., Keute, J., Veall, MA. et al. Recipes of Ancient Egyptian kohls more diverse than previously thought. Sci Rep 12, 5932 (2022). https://doi.org/10.1038/s41598-022-08669-0  ↩︎
  19. علاء الدين ابن النفيس، علي بن أبي الحزم القرشي (ت ٦٨٧هـ)، الشامل في الصناعة الطبية، الأدوية والأغذية: كتاب الهمزة، المجمع الثقافي، أبوظبي – الإمارات العربية المتحدة – ص. ب ٢٣٨٠، تحقيق يوسف زيدان، الطبعة: الأولى. ↩︎

  20. الملك المظفر يوسف بن عمر الغساني التركماني(1222 – 1297 م)، المعتمد في الأدوية المفردة، دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع – بيروت لبنان، 2021 ↩︎
  21. R.M. Al-Ashban, M Aslam, A.H. Shah, Kohl (Surma): a toxic traditional eye cosmetic study in Saudi Arabia, Public Health, Volume 118, Issue 4, 2004, Pages 292-298, ISSN 0033-3506 ↩︎
  22. Pérez-Arantegui, J. Not only wall paintings—pigments for cosmetics. Archaeol Anthropol Sci 13, 189 (2021). https://doi.org/10.1007/s12520-021-01399-w ↩︎
  23. المهذب في الكحل المجرب – علي بن أبي الحزم القرشي الدمشقي (ابن النفيس) – تحقيق د. محمد ظافر الوفائي و د. محمد رواس قلعه جي ، ط 2 ، 1414 هـ / 1994 م ، 515 صفحة. ↩︎
  24. عوض الله، رندا محمد حازم السيد، المليجي، علي محمود سليمان، و خلف الله، ابتسام مرعي. (2007). أدوات الزينة والحلى في الفن الإسلامي (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الاسكندرية، الاسكندرية. ↩︎
  25. Chippendale, Adrian. Wonderful Henna. AlShindagah, Al-Habtoor Group: Growing with the UAE. Issue 45, March-April 2002. ↩︎
  26. لين، إدوارد. عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم – مصر بين 1833- 1835. ترجمة سهير رسوم. مكتبة مدبولي القاهرة ↩︎
  27. Shelomoh Dov Goitein. (1999). A Mediterranean society: the Jewish communities of the Arab world as portrayed in the documents of the Cairo Geniza. Volume IV, Daily life. University Of California Press, Impr. ↩︎
  28. Fatema Soudavar Farmanfarmaian. (2000). “Haft Qalam Ārāyish”: Cosmetics in the Iranian World. Iranian Studies, 33(3/4), 285–326. ↩︎
  29. مواد التجميل في الحضارة العربية، المجمع العلمي العراقي، العدد ٢، جابر الشكري، 1 أبريل 1984 ↩︎
  30. السباعي، محمود عمر. حمص: دراسة وثائقية فى الحقبة من (1256 – 1337هـ) (1840 – 1918م) – الجزء الأول ↩︎
  31. مجلة الجامعة. الجزء الأول. السنة الخامسة، نيويورك أول تموز (يوليو) سنة 1906 ↩︎
  32. Corson, R. (1972). Fashions in makeup: from ancient to modern times. Richard Corson. Peter Owen. ↩︎
  33. Meri, Josef W. Medieval Islamic Civilization. Vol. 1, Routledge, 31 Oct. 2005. “cosmetics.” ↩︎
  34. الجبوري، يحيي (١٩٨٢)، الزينة في الشعر الجاهلي-زينة الشعر والخضاب-حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، العدد الخامس، جامعة قطر ↩︎
  35. https://www.plantsof
    themiddleeast.org ↩︎
  36. ‫المرأة في العصور العباسية‬‎. (2012). Jordan: ‫دار الجنان للنشر والتوزيع،‬‎. ↩︎
  37. أبو عبدالله التيجاني، محمد بن أحمد (علماء القرن الثامن ميلادي)، تحفة العروس ونزهة النفوس، تحقيق: جليل العطية، رياض الريس للكتب والنشر، الطبعة الأولى، حزيران/يونيو ١٩٩٢ ↩︎
  38. مواد التجميل في الحضارة العربية، المجمع العلمي العراقي، العدد ٢، جابر الشكري، 1 أبريل 1984 ↩︎
  39. Ross, Heather Colyer (1994) The Art Of Arabian Costume A Saudi Arabian Profile.California. Arabesque commercial ↩︎
  40. التميمي، محمد بن احمد (المتوفي حوالي سنة ٣٩٠ هـ – ١٠٠٠ مـ)، طيب العروس وريحان النفوس في صناعة العطور دار الكتب والوثائق القومية (مصر)، مركز تحقيق التراث، تحقيق ودراسة د. لطف الله قاري ومراجعة أ.د أحمد فؤاد باشا، ٢٠١٤ ↩︎
  41. نزهة الأصحاب في معاشرة الأحباب (كتاب في المعاشرة الزوجية وآدابها ومتعلقاتها). أبو نصر السموأل بن يحيى المغربي. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية, 2008 ↩︎
  42. السباعي، محمود عمر. حمص: دراسة وثائقية فى الحقبة من (1256 – 1337هـ) (1840 – 1918م) – الجزء الأول ↩︎
  43. Ross, Heather Colyer (1994). The Art Of Arabian Costume: A Saudi Arabian Profile.California. Arabesque commercial ↩︎
  44. -1- حسن الوزان ، وصف إفريقيا ، ترجمة : محمد حجي و محمد الأخضر ، ج. 1 ، ط. 2 ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت، 1983
    ص 110 ↩︎
  45. ابن كمال باشا. رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه. دار الحياة. الطبعة الاولى 1891م ↩︎
  46. أبو الخير الإشبيلي. 1995. عمدة الطبيب في معرفة النبات. دار الغرب الإسلامي ↩︎
  47. انظر لفظ بقم: مجمع اللغة العربية بالقاهرة. العدد التاسع. ١٩٥٧، ص 163 ↩︎
  48. عبد العزيز حميد صالح ،الدكتور، الأزياء عند العرب عبر العصور المتعاقبة، دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان ٢٠١٨ ↩︎
  49. مجمع اللغة العربية بدمشق -المجلد ٣ – تفسير الألفاظ العباسية في نشوار المحاضرة (12)  ↩︎
  50. Fatema Soudavar Farmanfarmaian. (2000). “Haft Qalam Ārāyish”: Cosmetics in the Iranian World. Iranian Studies, 33(3/4), 285–326.  ↩︎
  51. https://www.iranicaonline.org/
    articles/cosmetics-pers ↩︎
  52. شرح مقامات الحريري. أبو عباس أحمد بن عبد المؤمن بن موسى القَيْسي الشُّريشي (ت ٦١٩ هـ). دار الكتب العلمية – بيروت. الطبعة الثانية، ٢٠٠٦ م – ١٤٢٧ هـ ↩︎
  53. المجوسي، علي بن العباس، (توفي ٩٩٣ مـ)، كامِل الصناعة الطبية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،  ٢٠١٨ ↩︎
  54. Ross, Heather Colyer (1994). The Art Of Arabian Costume: A Saudi Arabian Profile.California. Arabesque commercial ↩︎
  55. كتاب النبات. أبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري تحقيق: برنهارد لفين الناشر: دار النشر فرانز شتاينر بفيسبادن 1394 هـ – 1974 م ↩︎
  56. أبي الخير الإشبيلي. (1995). عمدة الطبيب في معرفة النبات. دار الغرب الإسلامي ↩︎
  57. كتاب النبات. أبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري تحقيق: برنهارد لفين الناشر: دار النشر فرانز شتاينر بفيسبادن 1394 هـ – 1974 م ↩︎
  58. حسن مؤنس: المدينة والبادية بأفريقية في العهد الحفصي ، ج،2 كلية العلوم النسانية، تونس، 1999م ↩︎
  59. انظر العكار في: معلمة المغرب؛ قاموس مرتب على حروف الهجاء يحيط بالمعارف المتعلقة بمختلف الجوانب التاريخية والجغرافية والبشرية والحضارية للمغرب الأقصى. الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر. مطابع سلا. 1989م ↩︎

  60. بولقطيب، الحسين. (1994). المغرب و الاندلس في عهد المرابطين: المجتمع ، الذهنيات ، و الأولياء. الإجتهاد، مج 6, ع 24 ، 249 -270. ↩︎
  61. مواد التجميل الشعبية في كربلاء: وطرق صناعتها, مجلة التراث الشعبي, العدد ١, حسن على الجبوري, عام ١٩٧٤ ↩︎
  62. تكملة المعاجم العربية، تأليف رينهارت دوزي، ترجمة د. محمد سليم النعيمي. الجزء الرابع: خ- د. دار الرشيد للنشر، 1981، ص 128، خطاط ↩︎
  63. رويس، منير. (2009). الزينة بالقيروان. أعمال ندوة إسهامات القيروان العلمية والتقنية، القيروان ، تونس: جامعة الزيتونة ، وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و وحدة البحث تاريخ القيروان ، مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان، 81 – 116 ↩︎
  64. شرح العلامة أحمد بن محمد البرنسي الفاسي 1-2 المعروف بزروق على متن الرسالة ↩︎
  65. نزهة الأصحاب في معاشرة الأحباب (كتاب في المعاشرة الزوجية وآدابها ومتعلقاتها). أبو نصر السموأل بن يحيى المغربي. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية, 2008 ↩︎
  66. الرواشدة، آمنة محمود سليمان، و صالحية، محمد عيسي. (1997). حيوات المرأة في العصر المملوكي في مصر والشام ” 648 – 923 هـ / 1250 – 1517 م “: دراسة سياسية اجتماعية فكرية (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة اليرموك، إربد. مسترجع من
    http://search.mandumah.com/
    Record/566180 ↩︎
  67. محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب، المعروف بالوشاء (ت ٣٢٥هـ). الموشى (الظرف والظرفاء)، تحقيق كمال مصطفى، الناشر: مكتبة الخانجي، شارع عبد العزيز، مصر – مطبعة الاعتماد، الطبعة: الثانية، ١٣٧١ هـ – ١٩٥٣ م ↩︎
  68. Rice, D. S. (1958). A Drawing of the Fatimid Period. Bulletin of the School of Oriental and African Studies, University of London, 21(1/3), 31–39. ↩︎
  69. عوض الله، رندا محمد حازم السيد، المليجي، علي محمود سليمان، و خلف الله، ابتسام مرعي. (2007). أدوات الزينة والحلى في الفن الإسلامي (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الاسكندرية، الاسكندرية. ↩︎
  70. عمر العلي، زكية. التزيق والحلي عند المرأة في العصر العباسي. منشورات وزارة الإعلام-الجمهورية العراقية ١٩٧٦ ↩︎
  71. القاضي التنوخي : أبي علي المحسن بن علي التنوخي ( ت : 384 هـ ) : نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة ، تحقيق : عبود الشالجي ، ج 4، ط 1 ، دار صادر ، بيروت ، 1995 م )،
    م )، ص 344 ↩︎
  72. أحمد عبد الرزاق، المرأة في مصر المملوكية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٩٩م ↩︎
  73. أحمد عبد الرزاق، المرأة في مصر المملوكية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٩٩م ↩︎
  74. Hoyland, Robert G. Arabia and the Arabs: From the Bronze Age to the Coming of Islam. Routledge, 2001. ↩︎
  75. د. رافع محيميد حراشة، موقع ساروق الحديد الأثري في إمارة دبي صورة من حضارة الألف الأول قبل الميلاد- صورة من حضارة الألف قبل الميلاد، الطبعة الأولى ٢٠١٩مـ ↩︎
  76. الجبوري، يحيى وهيب. (1983). الزينة في الشعر الجاهلي: زينة الطيب والعطور. حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، ع 6 ، 201 – 267 ↩︎
  77. البلوشي، ميمونة بنت يوسف بن حسن، و الوهيبي، خالد بن خلفان بن ناصر. (2015). التوابل واستخداماتها في الحضارة الإسلامية من القرن (1هـ – 9 هـ / 7م – 15 م) (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة السلطان قابوس، مسقط. مسترجع من http://search.mandumah.com/
    Record/973590 ↩︎
  78. Hirsch, H. (2013). Cosmetics and gender. Cosmetics and Gender: Perfumes in Medieval Legal Muslim Sources. ↩︎
  79. صادق، عبدالكريم عز الدين. (2008). الحياة الإجتماعية لظرفاء بغداد في العصر العباسي المتأخر. مجلة الأستاذ للعلوم الإنسانية والاجتماعية، ع 71 ، 629 – 650. مسترجع من
    http://search.mandumah.com/
    Record/439808 ↩︎
  80. نوازل ابن الحاج التجيبي، للقاضي الأندلسي  ابن الحاج التجيبي  (458هـ/529هـ). دراسة وتحقيق أحمد شعيب اليوسفي، منشورات الجمعية المغربية للدراسات الأندلسية. تطوان 2018 م | 1439 هـ  ↩︎
  81. أحمد هديل، طه حسين عوض. الحياة الاجتماعية في اليمن في عصر الدولة الرسولية (٦٢٦ – ٨٥٨ هـ/١٢٢٩ – ١٣٥٣مـ)، رسالة دكتوراه، كلية الآداب-جامعة صنعاء ٢٠٠٧م ↩︎
  82. العطر عند العرب دراسة تاريخية فكرية، قيس كاظم الجنابي، منشورات مؤسسة الانتشار العربي – ط1 – 2015م ↩︎
  83. الحسين، فقادى. (2009). جوانب من زينة المرأة فى المغرب الوسيط. مجلة أمل، مج 16, ع 35 ، 155 – 162. ↩︎
  84. الرواشدة، آمنة محمود سليمان، و صالحية، محمد عيسي. (1997). حيوات المرأة في العصر المملوكي في مصر والشام ” 648 – 923 هـ / 1250 – 1517 م “: دراسة سياسية اجتماعية فكرية (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة اليرموك، إربد. ↩︎
  85. المقريزي-الخطط: جزء ٢، ص ١٧٧ ↩︎
  86. مفصل تاريخ العرب قبل الإسلام – المؤلف: الدكتور جواد علي ↩︎
  87. الجبوري، يحيي (١٩٨٢)، الزينة في الشعر الجاهلي-زينة الشعر والخضاب-حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، العدد الخامس، جامعة قطر ↩︎
  88. أبو القاسم الزهراوي، التصريف لم عجز عن التأليف، المقالة التاسعة عشر، باب أدوية الزينة ↩︎
  89. السقطي المالقي الأندلسي. آداب الحسبة. تحقيق  ليفي بروفنسال – كولان ونشره مطبعة إرنست لورو – باريس ١٩٣١ ↩︎
  90. Balfour-Paul, J. (1997). Indigo in the Arab World (1st ed.). Routledge. ↩︎
  91. Jongbloed, Marijcke. Traditional Beauty Care. AlShindagah, Al-Habtoor Group: Growing With the UAE. Issue 49, November-December, 2002. ↩︎
  92.  عبد الفتاح عاشور، سعيد. المجتمع المصري في عصر سلاطين الممماليك. دار النهضة العربية، 1999 م ↩︎
  93. عوض الله، رندا محمد حازم السيد، المليجي، علي محمود سليمان، و خلف الله، ابتسام مرعي. (2007). أدوات الزينة والحلى في الفن الإسلامي (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الاسكندرية، الاسكندرية.  ↩︎
  94. الشيزري، عبد الرحمن بن نصر بن عبد الله، نهاية الرتبة الظريفة في طلب الحسبة الشريفة، نشره السيد الباز العريني (مدرس بمدرسة الخديو إسماعيل الثانوية)، طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر – القاهرة ١٩٤٦ م ↩︎
  95. معجم ابن البيطار الجامع لمفردات الأدوية والأغذية. التانبول أو التنبل ↩︎
  96. عوض الله، رندا محمد حازم السيد، المليجي، علي محمود سليمان، و خلف الله، ابتسام مرعي. (2007). أدوات الزينة والحلى في الفن الإسلامي (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الاسكندرية، الاسكندرية.  ↩︎
  97. هنري بيريس، الشعر الأندلسي في عصر الطوائف، ملامحه العامة وموضوعاته الرئيسية وقيمته التوثيقية، ترجمة د. الطاهر أحمد مكي، دار المعارف المصرية ↩︎
  98. عوض الله، رندا محمد حازم السيد، المليجي، علي محمود سليمان، و خلف الله، ابتسام مرعي. (2007). أدوات الزينة والحلى في الفن الإسلامي (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الاسكندرية، الاسكندرية.  ↩︎
  99. السقطي المالقي الأندلسي. آداب الحسبة. تحقيق  ليفي بروفنسال – كولان ونشره مطبعة إرنست لورو – باريس ١٩٣١ ↩︎
  100.  محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (ت ٥١٦ هـ). لتهذيب في فقه الإمام الشافعي. دار الكتب العلمية. الطبعة الأولى، ١٤١٨ هـ – ١٩٩٧ م ↩︎
  101. Al-Warrāq, al-Muẓaffar Ibn Naṣr Ibn Sayyār. Annals of the Caliphs’ Kitchens. BRILL, 2007. ↩︎


اكتشاف المزيد من لغاتيزم

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد